لماذا أهملنا الثقافة الغذائية؟

2

أسرار جوهر حيات

كشف تقرير حديث صادر عن الهيئة العامة للغذاء والتغذية، ونشرته القبس، أن نحو 70 % من طلبة الكويت يتوجهون إلى مدارسهم دون تناول وجبة الإفطار.
وبينما يشير التقرير الى أهمية وجبة الافطار، في صحة الأطفال، ونشاطهم البدني، الا أن هذه النسبة تكشف ثغرة أوسع في الثقافة الغذائية لدى أفراد المجتمع، بدءاً من الأسرة ووصولاً إلى المدرسة.

فالمشكلة لا تقف عند إغفال وجبة الصباح، بل ان المراقب للمجتمع يمكن بسهولة أن يلاحظ ضعفاً في الوعي الغذائي لدى شريحة لا يمكن اغفالها بالمجتمع سواء على مستوى الطلبة أنفسهم، أو أولياء أمورهم أو في المجتمع ككل.

ورغم ان العديد من الشباب والشابات بل حتى الفئات العمرية الأكبر، أظهروا مؤخراً اهتماماً بالبرامج الغذائية الصحية ونمط الحياة الصحي، الا ان غياب البرامج التوعوية الغذائية يبدو واضحاً في المجتمع، فكل ما نراه من اهتمام بالتغذية الصحية لازال في دائرة الاجتهادات الشخصية، في وقت نحن بحاجة فيه لأن تكون التوعية الغذائية مشروعاً متكاملاً تطلقه المؤسسات الحكومية المعنية، ويصل للمجتمع بشكل كامل.

حيث لازلنا نلاحظ بوضوح غياب فهم أهمية التوازن المطلوب بين العناصر الغذائية الأساسية، وتأثير ذلك في صحة الأطفال ونموهم وقدرتهم على التعلّم، فالتغذية السليمة ليست مجرد وجبات، بل هي منهج حياة يتطلب معرفة، ومتابعة، وإرشاداً مستمراً.

وتتزامن هذه الفجوة في الوعي مع ملامح مقلقة تتعلق بارتفاع مؤشرات السمنة لدى الأطفال والشباب في الكويت، في ظل اقبال شديد على الوجبات السريعة والسناكات غير الصحية.

بالمقابل فان عملية بناء عادات غذائية صحية في المجتمع تواجه تحديات عديدة مع تنوّع الخيارات السريعة وغير الصحية وغياب برامج منهجية موجّهة للأهالي، يصبح من الصعب عليهم اتخاذ قرارات غذائية صحيحة أو فهم التأثيرات الصحية طويلة المدى.

ومن هنا تبرز الحاجة إلى برامج وطنية شاملة للتوعية الغذائية، تساعد على اعتماد أنماط تغذية صحية، وتوازن العناصر الغذائية في الوجبات، واهمية التغذية في تحسين جودة الحياة.

بدورها المدارس يجب ان تكون جزءا من هذه البرامج الوطنية الشاملة وذلك عبر ممارسة دورها في التوعية، والتوجه نحو توفير خيارات غذائية صحية في المقاصف المدرسية فضلا عن إدراج حصص مبسّطة للتغذية ضمن الجداول الدراسية وتنظيم ورش تفاعلية ومسابقات تشجع على السلوك الغذائي السليم.

إن التقرير المذكور ليس مجرد رقم يشير الى نسبة تناول وجبة الافطار، بل جرس إنذار يكشف ضعف الثقافة الغذائية في المجتمع، ويبرز الحاجة إلى برامج وطنية توعوية لتعزيز الثقافة الغذائية، فالتغذية السليمة لم تعد خياراً ثانوياً، بل اولى خطوات تحسين جودة الحياة.

 

أسرار جوهر حيات

التعليقات معطلة.