الوقت ينفد في واشنطن.. وإغلاق جديد يلوح بالأفق

1

قالت صحيفة “بوليتيكو” إن الكونغرس الأمريكي غادر إلى عطلة الأعياد دون تحقيق أي تقدم ملموس في ملف تمويل الحكومة، ما يرفع احتمالات الدخول في إغلاق حكومي جديد خلال أقل من ستة أسابيع، مع اقتراب الموعد النهائي المحدد في 30 يناير (كانون الثاني).
وذكرت الصحيفة أن أوضح مؤشر على حجم العقبات التي تواجه الكونغرس برز في وقت متأخر من الخميس الماضي، عندما تخلى قادة مجلس الشيوخ عن محاولة تمرير حزمة إنفاق، وقرروا إرسال الأعضاء إلى منازلهم لمدة أسبوعين، رغم أكثر من شهر من الجهود الرامية إلى إرضاء أعضاء مجلس الشيوخ المعترضين.
الإغلاق الحكومي الأمريكي يصبح الأطول في تاريخ البلاد – موقع 24
دخل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، يومه الـ36 ليسجل رقماً قياسياً جديداً غير مسبوق في تاريخ البلاد، بعد أن كان أطول فترة إغلاق سابقة 35 يوماً.
وأفادت “بوليتيكو” بأن تعقيدات التوصل إلى اتفاق قابل للتمرير في مجلسي النواب والشيوخ لا تقتصر على الخلافات الإجرائية، بل تبدأ من حقيقة أن الجمهوريين والديمقراطيين في كلا المجلسين لم يشرعوا بعد في مفاوضات فعلية حول تفاصيل تسعة مشاريع قوانين إنفاق لا تزال معلقة، في ظل غياب واضح للمساومات الثنائية، ما يعزز احتمالات اللجوء إلى تمديد مؤقت جديد أو الوقوع في إغلاق حكومي آخر.
ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الاعتمادات في مجلس النواب، توم كول (جمهوري–أوكلاهوما)، قوله في مقابلة الأسبوع الماضي: “لقد أضعنا وقتاً كثيراً لأن مجلس الشيوخ لم يبدأ التفاوض بعد. عندما يكونون مستعدين للتفاوض، يمكننا التحرك بسرعة”.
وذكرت “بوليتيكو” أن كول توصل خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى اتفاق مع نظيرته في مجلس الشيوخ، رئيسة لجنة الاعتمادات سوزان كولينز (جمهورية–مين)، بشأن الأرقام الإجمالية لمشاريع قوانين الإنفاق المتبقية التي يتعين على الكونغرس إقرارها.
وكان المشرعون قد مرروا بالفعل ثلاثة مشاريع كجزء من الحزمة التي أنهت الإغلاق الحكومي الشهر الماضي، وشملت تمويل شؤون المحاربين القدامى ووكالات الزراعة، والمساعدات الغذائية الفيدرالية، وإدارة الغذاء والدواء، إضافة إلى تمويل الكونغرس نفسه حتى 30 سبتمبر (أيلول).
وأضافت الصحيفة أن كول وكولينز أمضيا أكثر من شهر في محاولة لتقليص الفجوات حول الأرقام الرئيسية، في وقت حاول فيه قادة مجلس الشيوخ تمرير حزمة إنفاق تعكس توافقاً داخل مجلسهم فقط، قبل أن تفشل المحاولة الأسبوع الماضي، مع توقع إعادة طرحها مطلع يناير (كانون الثاني).
ونقلت “بوليتيكو” عن كولينز قولها: “لدينا ديناميكيات مختلفة داخل كتلنا السياسية وعلينا التعامل معها”، وأشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطيين أبدوا تزايداً في نفاد الصبر، حيث نقلت عن النائبة روزا ديلاورو، كبيرة الديمقراطيين في لجنة الاعتمادات بمجلس النواب، قولها إن الجمهوريين “أضاعوا كل ذلك الوقت خلال الصيف”، في إشارة إلى انشغالهم طوال العام بصياغة مشاريع إنفاق حزبية، وأضافت: “الديمقراطيون مستعدون.. نحن جاهزون للتحرك. لنبدأ”.
وأفادت “بوليتيكو” بأنه حتى في حال توصل كبار المشرعين إلى اتفاق حول مشاريع القوانين التسعة المتبقية، فإن مسارات إقرارها لا تزال محفوفة بتحديات معقدة، من بينها الفجوة بين ما يرغب به المشرعون في الإنفاق ومطالب المتشددين مالياً في مجلس النواب بالسقف الثابت للإنفاق، إضافة إلى حقيقة أن تمرير أي مشروع في مجلس الشيوخ سيتطلب دعماً ديمقراطياً، كما ظهر جلياً خلال الإغلاق القياسي الذي استمر 43 يوماً هذا الخريف.
وذكرت الصحيفة أن الأرقام الإجمالية التي اتفق عليها كبار الجمهوريين في لجان الاعتمادات لم تُعلن بعد، إلا أن كول أكد أن الاتفاق سيضمن بقاء الإنفاق الإجمالي دون المستويات التي نص عليها قانون التمويل المؤقت الذي أُقر الشهر الماضي.
كما نقلت “بوليتيكو” عن النائب آندي هاريس (جمهوري– ماريلاند)، رئيس تجمع الحرية في مجلس النواب، قوله إنه يريد ألا يتجاوز تمويل وزارة الدفاع وأكبر الوكالات غير الدفاعية ما تم إقراره في السنة المالية التي انتهت في سبتمبر (أيلول).
وأضافت الصحيفة أن النائب تشيب روي (جمهوري–تكساس) تبنى الموقف ذاته قائلاً: “لا أريد أي إنفاق أعلى من المستويات الحالية. إذا تجاوزوا هذه المستويات، فعليهم أن يثبتوا لي السبب”.
وأشارت “بوليتيكو” إلى أن عدم إرضاء المتشددين في مجلس النواب قد يدفعهم إلى ممارسة ضغوط وتهديدات ضد رئيس المجلس مايك جونسون وقيادة الحزب الجمهوري، في ظل توترات قائمة بالفعل داخل الكتلة الجمهورية على خلفية ملفات أخرى.
ونقلت الصحيفة عن النائب مارك أمودي (جمهوري–نيفادا) قوله: “يمكنكم أن تتوقعوا تصاعد الدخان من فوق هذا التل وذاك، وربما نرى ألسنة لهب أيضاً”.

التعليقات معطلة.