بعد 230 عاما من اختراع الجرامافون.. أجهزة التسجيل في كل محمول

2

 
 
يمر اليوم 230 عاما على اختراع آلة الجرامافون أو الحاكي وهو أول جهاز استخدم في العالم لتسجيل واستعادة الصوت اخترعه الأمريكي
توماس إديسون عام 1877 واشتهر اسمه بالفونوجراف وفقا للنقل الحرفي لتلك الكلمة اليونانية ومعناها الكاتب الصوتي ويتكون من صندوق وبوق كبير وينتج أصواتا سجلت على أسطوانات سمعية وكان استعماله منتشرا في القرن العشرين لتسجيل الموسيقى للسمع والرقص وللإنصات إلى أسطواناته الخاصة بالتمثيليات الدرامية والقراءات الشعرية والمحاضرات. وتستخدم الكثير من محطات الإذاعة حتى الآن أجهزة فونوجراف ذات جودة عالية لتشغيل أسطوانات للإرسال الإذاعي على الأثير وإذا كان الفونوجراف الوسيلة الأكثر شيوعا للتسجيلات الصوتية خلال القرن العشرين فإن أسطواناته ظلت حتى الآن إرثا فنيا وحنينا لا تعوضه التكنولوجيا.
 
وإديسون هو أول شخص يخترع الفونوجراف كما نجح في اختراع العديد من الابتكارات الهامة والمتنوعة التي أحدثت ثورة كبيرة في أمريكا والعالم
 
وأهمها المصباح الضوئي المتوهج وعرف عنه أنه رجل أعمال مميز استطاع الحصول على أكثر من 1000 براءة اختراع نظير ابتكاراته. وهناك نوعان من الفونوجراف يعتمد كل منهما على نظام مختلف لتسجيل الصوت وبثه ويعمل الطراز الأقدم والأكثر شيوعا منه بطريقة التسجيل
التماثلي وفيها يتم تخزين ما يماثل موجات الصوت الأصلي في شكل موجات مغلولة في مجرى حلزوني على سطح قرص بلاستيك (أسطوانة)
وفيما يدور القرص على الفونوجراف تركب إبرة تسمى السن على المجرى وتعمل الموجات في المجرى على هز السن, وذلك يتم تحويل هذه
الاهتزازات إلى إشارات كهربائية يمكن تحويلها مرة أخرى إلى صوت بوساطة مكبرات صوت.
 
ويعتمد النوع الثاني منه على تسجيلات أنتجت بطريقة التسجيل الضوئي الرقمي وتعرف عادة بالأقراص المدمجة وفيها تخزن معلومات الصوت بشفرة رقمية عن طريق حفر رقيقة على القرص ثم تستخدم حزمة مركزة من الضوء يتم توليدها بجهاز يسمى الليزر وعند انعكاس هذه الحزمة من القرص الدوار تقطع الحفر الرقيقة حزمة الليزر إلى نبضات من الضوء وبعد ذلك تتحول هذه النبضات إلى إشارات كهربية يتم حل شفرتها وتكبيرها قبل أن تصل إلى مكبرات الصوت.
 
وعلى مدى 230 عاما منذ ظهور أول جرامافون في العالم تدرجت أجهزة التسجيل في التطور ونالها القسط الوافر من مفردات وأدوات ثورة المعلومات والتقدم العلمي المذهل الذي حدث على مدى السنين وتعاظم بشكل رهيب في السنوات الأخيرة حيث بات كل جهاز تليفون محمول مزود بخاصية التسجيل, وظهرت أجيال من أجهزة التسجيل المستخدمة في التنصت الذي ينتهك الحريات والخصوصيات وتنوعت أشكالها وأنواعها فلا يكاد أحد أن يكتشفها لصغر حجمها وبدلا من المنضدة التي كانت تحمل الفونوجراف ويلتف حولها أفراد الأسرة للاستمتاع بما يصدره من تسجيلات سارت تلك الأجهزة في شكل ولاعة بذاكرة 4 ميجابايت قادرة على التصوير والتنصت أو كاميرا يتم وضعها في جهاز تنقية الهواء بذاكرة قدرها 2 ميجابايت تقدم العديد من أنماط التسجيل.

التعليقات معطلة.