البروفيسور عبد الستار قاسم
بداية نبارك للقوات السورية إنجازها العسكري الكبير الذي تحقق فجر اليوم بإسقاط طائرة صهيونية من طراز F16 الأمريكية الصنع. كان الصهاينة يقومون باعتداءاتهم على الأراضي السورية وقطاعات الجيش السوري بافتراض معروف وهو أن الجيش السوري لن يرد، ولا يملك مقومات الرد. اليوم وقعت المفاجأة كالصاعقة على رؤوس الصهاينة، وأصبح لزاما عليهم مراجعة كل استراتيجيتهم العسكرية التي باتت تقوم على افتراض خاطئ. هناك رد سوري الآن، وهناك خسائر ملموسة في الجانب الصهيوني. لقد رفع الجيش السوري اليوم معنويات العرب في كل مكان، وذلك الخذلان الذي كان يرافق الاعتداءات الصهيونية على سوريا قد ولى إن شاء الله وإلى الأبد. وبالمقابل هناك صدمة لدى الصهاينة أثرت على معنوياتهم غير المرتفعة أصلا.
ويبدو أن روسيا قد غيرت من مزاجها العسكري في سوريا بحيث أنها وضعت الصواريخ الروسية المضادة للطائرات تحت إمرة الجيش السوري. لم يشأ الروس منذ أن نقلوا صواريخهم المضادة للطائرات الاصطدام بطائرات أمريكا أو الصهاينة، وفضلوا الزمجرة والتهديد على العمل المباشر. وقد أشار الدكتور عبد الستار قاسم مرارا في عدد من مقالاته إلى ضرورة نقل الصواريخ إلى الجيش السوري لكي يتمكن من الدفاع عن سوريا. وكان آخر دعواته بهذا الاتجاه في مقال حول استمرار تدمير سوريا والذي نشرته الجزيرة نت. نقل الصواريخ إلى إمرة الجيش السوري لا يورط روسيا مع أي دولة، وهو أمر شبيه بنقل طائرات F16 الأمريكية إلى إمرة الجيش الصهيوني. وهكذا تكون الأمور واحدة بواحدة.
المعادلة العسكرية الآن اختلفت، والمنطقة تدخل مرحلة جديدة من الآفاق العسكرية، والتي ستترتب عليها آفاق سياسية جديدة. ويجب علينا نحن الفلسطينيين ألا نبقى خارج المعادلة. يجب إعادة ترتيب أوضاعنا بطريقة نكون فيها شركاء في المواجهة.