بقلم : عبد الله الجزائري
العدوان الاسرائيلي اليوم على سوريا ورد الدفاعات السورية باسقاط مقاتلة ومروحية اسرائلية تطور خطير في الاحداث والصراع مع الكيان الصهيوني ، يتزامن مع العدوان الاميركي على القوات الموالية للجيش السوري لحماية وفتح الميدان امام قوات سوريا الديمقراطية الكردية ، ويتزامن ايضا مع اقامة اسرائيل جدار على الحدود اللبنانية لتضييق المنطقة الاقتصادية اللبنانية ، ويتزامن مع العملية التركية في عفرين ،
من الغريب والعجيب والمخجل ، ان لا تحظى هذه التطورات العسكرية والتصعيد ، باهتمام العراقيين الاحياء منهم لا الاموات ، ولا نسمع لهم حسيساً ولا نجوى ولا نرى لهم موقفًاً مشرفاً ، او حتى ضجيجاً اعلامياً ، وكأن الامر لا يعنيهم ، او ان العدو غير مستوطن فيهم وحولهم ، وانهم في مأمن من التداعيات ، او يظنون ان مشروع التقسيم قد اجهض تماماً بانتهاء حقبة داعش ، وان واشنطن قد استنفدت جميع اوراقها ، وخسرت آخر رهاناتها ،
ما يجري في المنطقة هو تهديد وجودي وحدودي لدول المنطقة ، وللامن القومي والسلم الاهلي فيها ، ويراد اخراج وعزل الدول الفاعلة من معادلة الصراع العربي والاسلامي الاسرائيلي ، في سبيل حفظ امن اسرائيل وتوسيع نفوذها وجغرافيتها شرقاً وصولا الى الفرات ، وايجاد وطن بديل للفلسطينيين في الاردن وسوريا والعراق ، لتكون اسرائيل دولة يهودية خالصة تتوسع وتتمدد ، وتترك الدول منقسمة على نفسها ، ومنشغلة بمشاكلها السياسية والاقتصادية ، ومشلولة في جيوشها التابعة لحكومات عميلة او ذليلة لواشنطن والغرب ،
لقد نجحت واشنطن في تحييد بعض دول المنطقة وعزلتها وجيوشها عن المواجهة او المواقف السياسية المشرفة ، كما حدث لمصر في اتفاقية كامب ديفيد ، والعراق حينما دمرت قدراته العسكرية وحلت مؤسسته العسكرية ، ثم احتلاله واقامة قواعد جديدة فيه بذريعة محاربة الارهاب الذي خلقته ودربته وجهزته ، وجاء الدور على سوريا ضمن حلقات المؤامرة على المنطقة ، الا ان متغيرات كبيرة ظهرت واثرت على موازيين القوى ، منه دخول روسيا الى جانب محور المقاومة على خط المواجهة ، وظهور الحشد الشعبي في العراق ، وتطور القدرات الصاروخية لحزب الله في لبنان ،
كل ذلك يستدعي ان يستفيق العراقيون وغيرهم ويواكبوا الصراع ويشاركوا في صناعة الحدث ويحدثوا التغيير ما امكن ، ويكونوا رقماً صعباً في معادلة الردع الاستراتيجي ، لان العدو واحد والمصير مشترك ، والعراق يقع في قلب الصراع ، ويعتبر حجر الزاوية فيه ، وهذا الموضوع ليس مشكلة انتخابية ينقسم عليها الناس تبعاً لميولهم ، وانما قضية ومصير امة وشعوب واوطان واديان ومقدسات وثوابت ، وان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ، وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ،