الشتاء الأولمبي في الجنوب… وجهاً لوجهٍ مع زحف نار الشمال

1

 
أ.د. علي الهيل
قبيل الذهاب إلى (سول) اليوم الجمعة للمشاركة في الأولمبياد الشتوية بقيادة شقيقة الرئيس الكوري الشمالي (كيم جونغ أون) التي يعتبرها المراقبون أذن و عين شقيقها في داخل البلاد و هي (كيم يو جونغ) أجرت كوريا الشمالية عرضاً عسكريا مهيباً. كانت الصواريخ الباليستية طويلة الأمد حاضرة بقوة في العرض العسكري مع أحدث جيل الدبابات الكورية الشمالية التصنيع و لم تكن الخبرات الصينية و الروسية غائبة عن المشهد مما يؤكد تحالفهما مع كوريا الشمالية.
الكثير من المحللين تساءلوا إن كانت المشاركة الكورية الجنوبية في الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب؛ دعاية أم ديبلوماسية؟ البعض في كوريا الجنوبية نظر إلى العرض العسكري على أنه مخيب لآمال الجنوبيين و اليابان بعد دعوات التقارب و الحوار. البعض الآخر نظر إليها على أنها محاولة ضغط على أمريكا و حليفتيها كوريا الجنوبية و اليابان ضمن كل الضغوطات الكورية الشمالية السابقة المتمثلة في التجارب النووية و إطلاقات الصواريخ الباليستية و آخرها الصاروخ العابر للقارات الذي كاد أن يدفع إدارة الرئيس (ترامب) لمواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية و أن مشاركة كوريا الشمالية تنطلق من مركز قوة. قطعاً؛ كان الهدف الكوري الشمالي هو جس نبض أمريكا التي لم يخرج رد فعلها عن مجرد الجعجعة و التظاهر بالقوة من خلال المناورات الأمريكية مع الجنوب. غاية كوريا الشمالية من ذلك الهدف الذي حققته هي أن تثبت لكوريا الجنوبية و اليابان أن أمريكا لن تحميهما و أن لا مندوحة و لا مناص من التحاور معها. كوريا الجنوبية و اليابان فهمتا ذلك جيداً.
السبب هو؛ أن أمريكا إستيقنت أن كوريا الشمالية أضحت قوة نووية مرهوبة الجانب و أن حليفتيها و جزيرة (جوام) و أمريكا برمتها يمكن أن تكون في مرمى الصواريخ الكورية الشمالية. شقيقة الرئيس الكوري الشمالي التي تقود فريق بلادها إلى الألعاب الأولمبية في سول ستكون اليوم على مأدبة عشاء مع الرئيس الكوري الجنوبي، و لا يستبعد المراقبون أن يتطرقا إلى الحوار بمعزل عن أمريكا على مبدإ أنهما و اليابان يعيشان في شبه الجزيرة الكورية و ليست أمريكا. هذا اللقاء يعد تحولاً نوعياًّ في العلاقات الكورية الكورية. شقيقة الرئيس رفضت إستقبال نائب إلرئيس الأمريكي (بينس) الذي ينظر الكوريون إلى بلاده أنها سبب ويلات شبه الجزيرة الكورية. لا شك أن كوريا الشمالية انتصرت على أمريكا و الدليل تلاشي التصريحات الأمريكية إزاء كوريا الشمالية. المعادلة معروفة؛ لا يفل الحديد إلا الحديد و أمريكا لا تفهم سوى لغة القوة.

التعليقات معطلة.