تركيا منزعجة من كوردستان العراق بسبب عفرين

1

أثارت زيارة وفد من برلمان إقليم كوردستان العراق، إلى مدينة عفرين السورية، تساؤلات عدة حول أسبابها وانعكاساتها على علاقة الإقليم مع تركيا التي أخذت تتعافى مؤخرا، بعد توتر سببه استفتاء الاستقلال في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وعلى الرغم من أن الوفد يمثل موقفا شعبيا كونه يضم ممثليهم في البرلمان، إلا أن تلك الخطوة تمثل انزعاجا لتركيا التي تنفذ عملية عسكرية أطلقت عليها “غصن الزيتون” في عفرين.
وكان حزب الاتحاد الإسلامي الكوردستاني، يقود وساطة بين حكومة إقليم كوردستان العراق، وتركيا، في إطار إعادة بناء الثقة والروابط بين دول الجوار والإقليم بعدما شهدت توترا بسبب إجراء الاستفتاء على الاستقلال.
وقال المحلل السياسي التركي، جنكيز تومار إن “تركيا لا ترى هذه الزيارة إيجابية بالنسبة للعلاقات مع الكورد في إقليم كوردستان العراق، لكنها تعودت على العلاقات بين كوردستان العراق، والشمال السوري، كما حدث في عملية كوباني”.
وأضاف أن “تركيا تعلم بمشروع الدولة الكوردية الذي تسعى إلى إقامته الولايات المتحدة الأمريكية، من شمال العراق إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث أن تركيا تحاول أن تمنع ذلك”.
وأردف تومار أن “تركيا تزعجها مثل هذه الخطوات، لأنها ساعدت الكورد في كوردستان العراق منذ في الرئيس الراحل صدام حسين، وكذلك في كوباني، كما أجرت محادثات معهم منذ 8 سنوات”.
وأشار إلى أن “تركيا حاولت بكل الوسائل حل القضية الكوردية، لكن الكورد يريدون إقامة دولة، وهنا لا توجد نقطة مشتركة حول هذا الموضوع”.

“زيارة قومية”
من جهته، قال المحلل السياسي الكوردي، ريبوار عبد الله، إن “الوفد يمثل شرائح المجتمع الكوردستاني، باعتبارهم ممثلي الشعب، وبالتالي لا تعتبر هذه الزيارة سياسية، وإنما شعبية”.
وأضاف أن “ما يجري في عفرين الكوردية، من قتال دائرة بين القوات التركية، والمقاتلين الكورد، ألقى على عاتق برلمانيي كوردستان تقصي الحقائق في المدينة”.

وبخصوص أسباب الزيارة، فقد عدها المحلل السياسي الكوردي بأنها “ذات أبعاد قومية وإنسانية، ولا وجد لأي سبب سياسي يقف وراء هذه الزيارة”.

واستبعد أن “تزيد الزيارة الخلاف بين الحكومة التركية وإقليم كوردستان، وأن هناك وسائل دبلوماسية لإعادة العلاقة لسالف عهدها، والوفد ممثل عن شعب كوردستان وليسوا من الحكومة”.

وحول علم السلطات التركية المسبق بالزيارة من عدمه، قال المحلل السياسي الكوردي: “لا اعتقد أن تركيا لديها علم مسبق بالزيارة”.

وتوجه وفد من برلمان إقليم كوردستان إلى مدينة عفرين السورية للاطلاع على الأوضاع فيها في ظل العملية العسكرية “غصن الزيتون” التي أطلقتها القوات التركية مع الجيش السوري الحر، قبل أقل من شهر.

وقال المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان إقليم كوردستان، طارق جوهر، إن “الوفد مؤلف من خمسة أشخاص من كُتل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الاتحاد الوطني الكوردستاني، حركة التغيير، الحزب الشيوعي الكوردستاني، والاتحاد الإسلامي الكوردستاني”.
يشار إلى أن برلمان إقليم كوردستان استنكر خلال جلسة عقدها في يوم 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية، مطالبا الأمم المتحدة بـ”اتخاذ موقف بهذا الخصوص، وإيقاف فوري للعمليات”.

التعليقات معطلة.