مقالات

لمصلحة من المواجهة مع اسرائيل؟

 
د. محمد جميعان
المواجهة مع الكيان الاسرائيلي لمصلحة من ؟
وذلك في ظل كافة المعطيات؛ ابتداءا من الساحة السورية وتعقيداتها الميدانية والعملياتية ، واللبنانية وتعقيداتها السياسية ايضا، والاسرائيلية وجبهتها الداخلية وتخبطها وتداخلاتها الاخيرة، والاقليمية الملتهبة، والدولية التي تعمل جاهدة لاعداد الترتيبات النهائية في المنطقة ، وكثير من هذه المستجدات غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع اسرائيل..
يتكرر هذا السؤال كثيرا منذ اسقاط الطائرة الاسرائيلية الذي يعتبر نادرا ان لم يكن مستحيلا في السنوات الاخيرة، ويتكرر بالذات في اوساط اصحاب القرار والقادة والاعلام واصحاب السياسة عموما.
وحتى نحصر الافتراض ونصل الى دقة ما امكن في الاستقراء، لا بد ان نحدد طرفين فقط ، ونترك اطرافا تعمل وتتعامل لكلا الطرفين، او ثانوية او مساندة او تابعة او متفرجة للكسب في الوقت المناسب ، والطرفين هما ؛ اسرائيل وحلفائها، وايران وحلفائها.
فهل المواجهة لصالح اسرائيل وحلفائها؟
ام المواجهة لصالح ايران وحلفائها؟
كمتابع لما يجري في المنطقة، لن اتردد بالقول؛ ان المواجهة، ان وقعت سوف تتكبد اسرائيل خسائر لم تشهدها من قبل وسوف تدفع اسرائيل خسائر لن ولم تدفعها في تاريخ صراعها مع العرب والفلسطينين على الاطلاق، وما تملكه ايران وحلفائها ما ظهر منهم او سيظهر لاحقا من قوة واعداد عسكري واستخباري قادر على المواجهة الحاسمة والمفاجأت غير المتوقعة.
وبالمقابل سوف تحصد ايران وحلفائها مكاسب لم تخطر لها على بال ولم تكن في الحسبان..
ربما تدرك ايران وحزب الله كذراع متقدم في المنطقة، ان ما يجري على الساحة السورية الان هي ترتيبات النهايات للاجهاز على النظام السوري وتشكيل قيادة عليا وقيادات منبثقة توصف بالمعتدلة بالمفهوم الامريكي وحلفائها تتولى ادارة سوريا ، ولن يكن لايران وحلفائها تواجد الا بقدر ذر الرماد في العيون ، لا بل ان تصفية حزب الله عسكريا في لبنان وتحجيم ايران عسكريا وخنقه اقتصاديا واضعافه سياسيا هو هدف سيعقب حصيلة الترتيبات النهائية على الساحة السورية ان لم يكن يرافقها مبكرا في مراحله الخيرة .
وبالمقابل ايضا ، سوف تحصد ايران ان وقعت المواجهة، موقف شعبي لم يكن بالحسبان، وكذلك واقع سياسي قد يأخذ عمقا استراتيجا يستبق اي ترتيبات تستبعد ايران او تهاجمها معا ، وهو ما سيتم لاحقا ، سيما اذ استطاع الحلف الايراني ان يحقق مكاسب عسكرية وميدانية في العمق الاسرائيلي ، وهو مالم تستطع ولن تستطع اسرائيل تحمله، ان اجتمعت قوى اعدت نفسها لذلك واتخذت القرار لساعة الصفر الذي يبدو انه جاء على طبق من ذهب..