د. فضل الصباحي
(اليمــــن) ذلك البلد الذي يعتبر الموطن الأول للجنس البشري على وجه الأرض ونقطة التجمع والإنطلاقة الأولى للهجرات البشرية بحسب ما جاء في الكتب السماوية و التاريخية المختلفة، وأكده العلم الحديـــث؛ خرج منها ذي القرنين وقحطان وعندنا وملوك التيجان ، والفاتحين والفرسان والعلماء إنهم قوم عاد وثمود؛ إنها منبع الحضارات مرت بتاريخ اليمن العديد من المملكات والحضارات اليمنية منها مملكة سبأ ، ومملكة معين ،، ومملكة حضرموت، ومملكة قتبان ، ومملكة حميــــر ؛ سميت قديماً اليمن السعيد وعرفت بمقبرة الغزاة.
حدود اليمن كما عرفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيــرة (اليمــــن) حدودها الشام والعراق والبحر الأحمر اسْمُهُ بحر اليمــــن وقبل الإسلام كانت اليمن أكبــر بكثيـــر من الأن رغم أنها لم تكن موحده في مراحل تاريخية مختلفة.
في العصر الحديث خاض اليمن صراعاً طويلاً من أجل الوحدة قدم خلالها الشعب اليمني في الشمال والجنوب الكثير من التضحيات، كان المحرك الأساسي لتلك الأهداف قيادات وطنية تهفوا إلى يمناً واحداً متماسكاً تسود فيه روح الأخوه والمشاركة الفاعلة في البنّا، والتنمية والتطور.
تحققت الوحدة اليمنية عام 1990 وتعتبر أكبــــــــر منجز على المستوى الوطني والعربي ولكنها واجهت الكثير من المشاكل والعثرات بسبب أطماع ضعفاء النفوس في مراكز القوى في الشمال وأمثالهم في الجنوب وخاصة بعد خرج الرجل الثاني في صنع الوحدة اليمنية الرئيس علي سالم البيض، وأصبح الرجل الأول موحد اليمن علي عبد الله صالح وحيداً في مواجهات تلك العصابات التي أرهقت اليمن وتسببت في تنحيه عن السلطة في أحداث 2011 وتواصلت المؤامرة حتى خروجه من الحياة في 4/12/2017 ليسدل الستار بعد رحيل صالح عن أي حديث حول الوحدة اليمنية ويبداء فصل جديد في تاريخ اليمن يعيده إلى ما قبل عام 1990، وهذا يؤكد بأن تجربة الوحدة كانت أكبر من إستجابة المجتمع الذي ضَل مهمشاً بشكل بشع في كل الأحداث التي مرت باليمن فلم يكتب لها النجاح والإستمرار بسب عصابات الفيد والعوامل الداخلية الإقليمية، والدوليـــة.
عام 2018 هل يكون عام إنتها الحرب في اليمن وإنفصال جنوبه عن شماله الذي أصبح أمر واقع كما ذكر تقرير لجنة الخبراء في (مجلس الأمن) حيث تم في نفس اليوم الذي خرج فيه التقرير تدشين رفع سارية العلم الجنوبي التي ستشمل جميع معسكرات الجيش الجنوبي بدايه من عدن اللواء الأول حماية رئاسيه سابقاً إلى بقية المعسكرات، والمرافق الحكومية في الجنوب.
أهم النقاط التي ذكرها تقرير لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة يوم الخميس، إنه وبعد قرابة ثلاث سنوات من النزاع، يكاد، يكون اليمن قد ولى عن الوجود؟ وأفاد التقرير إنه ؛ بدلاً من (دولة واحدة) هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أي من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أو تحقيق (نصر في ميدان القتال)
وذكر التقرير إن انتهاء تحالف الحوثيين وصالح، وضع فرصة أمام التحالف والقوات الموالية لحكومة اليمن لاستعادة الأرض، وتابع التقرير أنه من غير المتحمل أن تستمر هذه الفرصة السانحة فترة طويلة أو أن تكون كافية بحد ذاتها لإنهاء الحرب.
وبخصوص الصواريخ والقذائف التي يتم إطلاقها على السعودية من الأراضي اليمنية قال التقرير من شأن ذلك أن يغيــر مجرى النزاع من محلي إلى نزاع إقليمي أوسع نطاقاً .
واتهم التقرير جميع الأطراف في اليمن، طوال 2017 بأنها قامت بإنتهاكات على نطاق واسع للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
أخيــــراً : هل يمهد تقرير لجنة الخبراء لوقف الحرب في اليمن وانفصال جنوبه عن شمالة الأشهر القليلة القادمة سوف توضح ذلك .