جميل عبدالله
أن قوام المواطنة منظومة من الحقوق الطبيعية الثابتة والحقوق المدنية المكتسبة والألتزامات المتبادلة والحريات الأساسية , وتتحدد في ضوئه وعلى أساسه الهوية الوطنية , فماهية مجتمع هي ما ينتجه هذا المجتمع بالفعل على الصعيدين المادي والروحي , ومن ثم فأن مفهوم المواطنة مرادف لمفهوم المشاركة في الأنتاج الاجتماعي وفي الشأن العام والمساهمة في صياغة مستقبل الوطن , وهو على صعيد الفرد نزوع أصيل الى الكلية التي تتعين في المجتمع المدني والدولة الديمقراطية , وفي الجماعة الانسانية التي هي مستقبل الجميع .
الشيئ الغريب والعجيب لبعض الكتل والاحزاب في العراق أهدافها وشعاراتها مكونة أو مدونة من كلمات وشعارات هي , دولة القانون , المواطنة , الديمقراطية , الحرية , لكن هل تطبيقاتها موجودة على الواقع المجتمعي ؟؟؟ , الجواب واضح عندما نرى الشعب يتظاهر للحصول على مكاسبه من تغيير في الاوضاع التي هي ضد المواطنة والحقوق .
فالمواطنة الحقيقية لا تتعالى على / ولا تشكل نفياً لحقائق التركيبة الثقافية والاجتماعية والسياسية , ولا تمارس تزييفاً للواقع , وإنما تتعامل مع هذا الواقع من منطلق الأعتراف بحقائقه الثابتة , وتعمل على فتح المجال للحرية والانفتاح والتعددية في الفضاء الوطني . فالأمن والاستقرار والتحديث والاصلاح , كل ذلك مرهون الى حد بعيد بوجود مواطنة متساوية مصانة بنظام وقانون يحول دون التعدي على مقتضيات المواطنة الواحدة المتساوية ومتطلباتها .
الانتخابات الحالية لا تغير من حالة وضع الفرد او المجتمع العراقي ما دام هنالك غياب القانون وغياب قي علاقة الفرد بالدولة . بالاضافة الى ذلك الانقسام المجتمعي يؤدي الى الانقسام في السلطة , وانتاج حكومة مصالح ومحاصصة غير مستقرة وبالتالي تخفق في ادائها الحكومي .
الحل الوحيد لارجاع العراق الى مكانته المستقرة هو توحيد العراقيين كمجتمع ونسيج واحد وانتخابات حرة وليست مناطقية ولا طائفية قي توزيع المناصب ….. لماذا يجب ان يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس الجمهورية كرديا ورئيس البرلمان سنيا ؟؟؟ هنا نقع العلة ؟ هنا تقع مفهوم الطائفية والمحاصصة ؟ فالتغيير يجب ان يكون من هذه المواقع الانتخابية . العراق بحاجة الى شخصيات مدنية بوجوه جديدة مهنية بعيدة عن التحزب الكلاسيكي المطيع للقيادة الفاسدة .