بقلم : مهند بتار
عقد عبد الفتاح السيسي صفقة تجارية لاستيراد الغاز من “اسرائيل”ستدر 15 مليار دولار “لاسرائيل” خلال 10سنين وعبر السيسي عن هذه الصفقة بقوله جبنا الغول، لكن نتنياهو قال عن هذه الصفقة بالعيد.
ربما سيحتاج الأمر إلى إستفتاء صهيوني للتوصل إلى إسم رسمي للعيد العبري الجديد، أو الخامس عشر بعد أن يُضاف إلى جدول الأعياد العبرية المؤلف من أربعة عشر عيداً تقليدياً سنوياً، إذ أن السّفاح نتنياهو كان قد بشّــرَ الصهاينة بهذا العيد المُستحدث عندما أعلن منتشياً عن صفقة العمر الغازيّة مع السيسي، وما بين (عيد الغاز) و (عيد السيسي) سيكون على الصهاينة أن يختاروا الإسم المناسب للإحتفاء السنوي بهذه المناسبة الغازيّة السعيدة التي ستدر عليهم من الأموال المصرية ما مجموعه خمسة عشر مليار دولار في غضون عشرة أعوام .
على الجانب الآخر، كان الأمر أشبه بسيرك هزلي حين راح سحرة السيسي يتناوبون على إبهار المتفرجين بالأرانب والعصافير والثعابين بل وحتى بالفيلة المتقافزة من قُبعّـة الغاز الصهيوني، فبحسابات طلسمية تستند إلى رياضيات ميتافيزيقية تفنن هؤلاء السحرة لإقناع الغلابة بأن كبيرهم (السيسي) قد فعلها وضحك على المُرابي (شايلوك) بصفقة الغاز هذه، وإن أنهاراً من اللبن والعسل والمن والسلوى ستتدفق مَدداً من (أرض الميعاد) إلى أرض الفراعنة بموجب هذه الفهلوة السيسية !.
جووووول، صاح الهداف عبدالفتاح السيسي بعد أن سدّد فأصاب المرمى الصهيوني! أي والله، نطقها بعظمة لسانه وهو يتفاخر جذِلاً بفوزه المزعوم على الحيّال شايلوك قائلاً: (جبنا جووول يا مصريين) ، لكنه في خضم إحتفاله الصاخب بما أصبح عيداً عبرياً، لا مصرياً ، حاول عبثاً أن يخفي جملة من الحقائق الدامغة خلف ساتر من دخان قنبلته الغازيّة، فهو يعرف أن الغاز الذي اشتراه من المُرابين الصهاينة هو في الواقع ثروة مسروقة من أرض مسروقة تعود لشعب عربي يرزح تحت الإحتلال الغاشم، ويعرف أن كل دولار غازيّ يدخل إلى جيب هذا الإحتلال سيتحول بالمعنى الإستراتيجي إلى سهمٍ صهيوني يخترق جدار الأمن القومي المصري، ويعرف أن صفقة الغاز هذه هي على النقيض من إرادة وقرار الشعب العربي المصري محض شرعنة فاقعة للتطبيع الفظيع مع اللصوص الصهاينة، ويعرف أن تشريع التطبيع مع اللصوص الصهاينة يعني تشجيعاً ومباركة لهم على جرائمهم اليومية بحق الفلسطينيين، شعباً وأرضاً وتاريخاً وجغرافيا ومقدسات، كل هذا يعرفه السيسي، لكنه يضربه عرض الحائط بدعوى المصلحة الإقتصادية الوطنية المصرية، وكأن هذه المصلحة لا تجد ضالتها إلا في المُرابين الصهاينة حصراً، ولا تمر سوى عبر أنابيب الغاز المسروق من فلسطين المحتلة قصراً، فأي تهافتٍ مروّعٍ هذا على خدمة العصابة المافيوية الصهيونية ؟، وبماذا عسانا أن نستشهد للدلالة على حجم هذا المصاب العربي الأسود إلا بما قاله السّفاح نتنياهو وهو يماحكنا من المحيط إلى الخليج (الفارسي) : إنه يوم عيد.