الدعم التركي اللامحدود للارهاب والذي تساوق مع المشروع الاميركي الصهيوني السعودي بحيث جعلت من اردوغان ان يفتح ابواب بلاده على مصراعيها امام دخول الارهابيين القادمين من اوروبا والسعودية وغيرها من البلدان، وفتح لهم معسكرات التدريب وباشراف قيادات عسكرية اميركية وبريطانية ومن ثم تزويدهم بالسلاح وارسالهم الى كل من سوريا والعراق، ظنا منه ان مشروع تقسيم كل من العراق وسوريا يتحقق وبذلك يمكن ان يقتطع اجزاء من هذين البلدين ليكون تحت الحماية التركية.
الا ان الانتصارات التي تحققت على الارهاب ووصلت فيه اليوم الى حالة الانهيار الكبير قد اسقط كل الخيارات التي اريد لها ان تتحقق، ولذلك ادرك اردوغان انه قد خسر المعركة وانه سيخرج من “المولد بلا حمص” كما يقولون.
فلذا لم يجد بدا من ان يحرك جيشه على بعض المدن السورية المحاذية للحدود التركية لكي لا يلفظ الارهاب انفاسه الاخيرة، بحيث حرك قواته للسيطرة على عفرين من اجل ان يشكل حالة ضغط على الحكومة السورية من جانب، ومن جانب آخر ان يوفر ارضية مناسبة لتجميع الارهابيين المنهزمين في هذه المدينة، ولكن وفي النهاية وجد اردوغان نفسه انه قد اوحل في هذه المدينة بحيث لم يستطع الدخول اليها بفضل الرفض الشعبي والمواجهة التي واجهها من ابناء هذه المدينة، وانه اليوم يقف على مفترق طرق بحيث لا يستطيع فيها التراجع واعلان الهزيمة، واعلان العجز الذي مني به جيشه من التقدم، فلذلك لم يتبق لديه الا أن يستنجد بقوات الناتو لكي تكون له عونا في الخروج من المأزق الذي هو فيه الان، وهو ماأعلنه في خطابه امام انصار حزبه داعيا الناتو بلغة المهزوم والخاسر بالقول “اخاطب الناتو ، اين انتم، تعالوا الى سوريا، لماذا لا تأتون، اليست تركيا احدى دول الناتو؟” وبعد ذلك اخذ يلوم باللائمة وقالها بلغة الذليل “دعوتمونا الى افغانستان والصومال والبلدان الاخرى فلبينا النداء، والان انا ادعوكم الى سوريا، لماذا لا تأتون؟”|
وقد استهجنت اوساط اعلامية وسياسية اقليمية ومحلية دعوة اردوغان لقوات اجنبية ان تقوم باحتلال بلد اخر والتي لم يشهد لها التأريخ مثيلا، واردفت هذه الاوساط بالقول ان دعوة اردوغان الخائبة تعكس حالة المعاناة والالم الذي يعيشه، وتساءلت ايضا بالقول من الذي اعطى اردوغان الحق ان يتدخل في شأن بلد آخر وان يطلب ان تحتل من قبل الناتو، وماهو موقف المجتمع الدولي من هذا النداء؟، وهل ان المدن السورية المحاذية للحدود التركية هي ملك عضوض لتركيا؟.
وقد طالبت هذه الاوساط المجتمع الدولي ان يعمل على ايقاف نزف الدم الذي سال على ايدي الاتراك في عفرين، وان يصدر قرار لازما لخروج القوات التركية الغازية والمحتلة من الارض السورية، والا فان السوريين الذي يطاردون الارهاب ويلحقون به الهزيمة النكراء في كل المناطق سيكون لهم موقف مشابه مع القوات التركية الغازية حتى ليعيدوها من حيث أتت حاملة معها اذيال الخيبة والخسران.