الفخار كخيار صحي للطبخ.. النكهة لم تعد سراً

1

 
 
 
لأن التذوّق فعل تشتعل معه الحواس أمام الطعام، تجتمع عوامل فتنة الأطباق في كل من شكلها ورائحتها وطعمها، ويحرص أولئك الذين يبحثون عن “سرّ النكهة” على إشباع العين قبل الفم، والتعريف بالطبق عن بعد من رائحته، وعلى إيجاد الطريقة الأمثل في إعداد الطعام.
 
وهؤلاء ذهبوا بعيداً للوصول إلى ضالتهم، ليس عبر الجغرافيا فقط، بل وفي التاريخ.. وتوصّلوا إلى أهمية الطبخ في الأواني الفخارية كأحد شروط التقديم المتكامل للطبق في شكله ومضمونه.
 
بالتوازي، كانت الأصداء الطبية عن استخدام البدائل التي أبعدت “الطواجين” عن المطابخ وحصرتها في خانتي الديكور والفلكلور، تُثير مخاوف الكثيرين من الأضرار الصحية للأواني المعدنية، وتعيدهم إلى ما درج الأجداد على استخدامه، فعاشوا أصحّاء عمراً طويلاً.
آمنة منصور
 
 
صحي وشهي
 
شوى الإنسان الطين قديماً وصنع منه قدراً، ثم أعدّ فيه طعامه. وما وصل الأجيال تباعاً من الأطباق التقليدية افتقر إلى أحد عناصر إعداده، عندما استُبدل الفخار بأي آنية أخرى: نحاس، ألومينيوم، وحتى الزجاج.​
 
فالمعروف عن الفخّار “حياديته” لأنه لا يتفاعل مع محتوياته من الطعام، فلا يترك أحدهما أثره على الآخر، وبالتالي يمكن تنظيف الأواني بالماء فقط. والمعلوم أيضاً أنه يُساعد في إنضاج الخضار واللحوم دون أن تأتي الحرارة على شكلها الخارجي، لأن نضوج المكونات يتطلب وقتاً أطول فيه، لذا تحتفظ برطوبتها.
 
وما يجعل الأكل صحياً أكثر عند إعداده في الفخار، هو آلية الطهي الطبيعية في الأخير، حيث لا حاجة إلى الإكثار من الزيوت والدهون، فنضج الطعام يتكل على البخار بالدرجة الأولى.
 
 
نصيحة علمية
 
علمياً، تُشجع الدراسات على استخدام الفخار في إعداد الطعام، وتركز على “طبيعته” وخلوه من المواد الخطرة والسامة، وبالتالي غياب أي خطر لتفاعل مكوناته مع المواد المطهوّة أو ترك أثر كيميائي فيها يُنذر بتسمم غذائي.
 
وإذا كانت بعض الدراسات تلفت مباشرة إلى أهمية استخدام الأواني الفخارية في الطهي بالإشارة إلى منافعه الصحية، إلا أن دراسات أخرى تتناول مضار أواني الطبخ المعدنية تُعزّز بصورة غير مباشرة من دور الفخار كأفضل خيار عند الطهي وأكثرها “صداقة” مع الإنسان والبيئة.
 
فالدكتورة في جامعة عين شمس المصرية غادة بسيوني، وبحسب ما كشفته لصحيفة “دايلي ميرور” البريطانية، توصلت في أحد أبحاثها إلى خلاصة مفادها أن “الأطعمة التي تتم تغطيتها برقائق الألمنيوم أو القصدير، أو يتم طبخها في أوانٍ من الألمينيوم تحتوي على كميات من جزيئات الألمنيوم تفوق النسبة الصحية المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية”، أي أنها تشكل تهديداً لصحة وحياة من يتناولها.
 
وكان موقع “دايلي ميل” البريطاني، تحدث عن إمكانية وجود صلة بين الألمنيوم والإصابة بمرض الزهايمر. حيث لفت إلى أن الشكوك التي بدأت في العام 1921 بنتيجة ملاحظة علاقة بين التسمم بالألومينيوم ومشاكل الذاكرة، أفضت إلى القيام بعدة أبحاث ومناقشات. ونقل الموقع عن الدكتور مارتن سكور قوله أن “وجود الألومنيوم في أدمغتنا لا يحدث بشكل طبيعي، ولكن يمكن وصوله إليه عن طريق الأطعمة التي نأكلها أو يتم امتصاصه عبر الجلد، ويتراكم مع التقدّم في العمر”.
 
 
حسن الاختيار
 
ينصح خبراء الطبخ باختيار “الطواجين” المناسبة ليكون طهي الأطباق خالياً من أي شوائب. فالأطباق الزهيدة الثمن والقليلة الجودة لن تُعطي النتيجة المتوخاة، لذا لا بد من اختيار الأواني عالية الجودة التي تضمن أطباقاً شهية المنظر والمذاق.
 
كما تُعتبر الطناجر الفخارية المطلية بعازل غير لامع الأفضل، لأن الطلاء يكون في هذه الحالة خالٍ من مادة الرصاص.

التعليقات معطلة.