“عندما يصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أمريكا ويبدأ جولته، ستسلط عليه أضواء الصحافة، وستفرش له السجادة الحمراء في البيت الأبيض والكونجرس وحتى الخارجية الأمريكية في واشنطن..
..ألم يدفع لهم؟”.
هذا ما يبدأ به ويؤكده موقع “theamericanconservative”، في تقريره الذي يشير فيه إلى البروباغندا الإعلامية المصاحبة لابن سلمان لأمريكا، وجهود اللوبي السعودي في واشنطن، والمليارات التي دفعت لتظهر نتائجها الآن بصورة مختلفة.
ويشير الموقع إلى أنه في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن تأثير روسيا على الانتخابات الأمريكية، تبرز أخبار زعيم عربي جديد لديه حملة علاقات عامة مصممة هندسيا بشكل متقن، وسيستفيد الآن من مليارات الدولارات التي استثمرتها مملكته على مر السنين في واشنطن ودوائر الضغط على الشركات ومراكز الفكر والجامعات”.
وتعد الثروة النفطية الهائلة في السعودية الميزة الأكبر في المملكة، حيث تعتمد على المال لشراء النفوذ، بحسب ما يؤكد مراقبون، حيث يقومون بتحويل مؤسسات فكرية إلى منابر تتحدث عن “إنجازات المملكة” وتسويقها.
ويلفت الموقع إلى عمل هذه المؤسسات، حيث باتت تنشر صورة أخرى عن السعودية، وتبيض الواقع، وتحرف الأخبار السلبية، وتساعد في تشكيل السياسات المحلية للولايات المتحدة لصالح المملكة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأمير محمد (32 عاما) غادر إلى الولايات المتحدة، الاثنين؛ لبدء الزيارة التي من المتوقع أن تشمل اجتماعات مع رجال أعمال ورحلات إلى نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وهيوستون وسان فرانسيسكو.
وهذه أول زيارة للأمير محمد إلى الولايات المتحدة منذ توليه ولاية العهد.
جعلته وليا للعهد
بدوره، يقول الباحث في الشؤون الأمريكية من واشنطن، أسامة أبو إرشيد، إن حملة التسويق بدأت قديما، “حيث جعلت منه وليا للعهد، عبر لوبيات الضغط التي استخدمتها الإمارات وصديقها صهر ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنر”.
ويتوافق كلام أبو إرشيد، في حديث لـ”عربي21″، مع ما قاله بين فريمان من مركز السياسة الدولية لـTAC، الذي أكد أن السنة الأول “لإدارة ترامب كانت حاسمة بالنسبة للسعوديين. لقد أضافوا العديد من الشركات الجديدة إلى لوبيهم القوي بالفعل، واستطاعوا أن يؤثروا على إدارة ترامب بطريقة لم يتمكنوا أبدا من فعلها خلال إدارة أوباما”.
وأشار أبو إرشيد إلى أن مؤسسات الضغط التي استخدمت من قبل الرياض وأبوظبي كانت مرتبطة بلوبيات صهيونية معروفة في الولايات المتحدة، فضلا عن التيارات اليمينية.
وبين أنه يتم الترويج له من خلال إبرازه كوجه إصلاحي جديد يريد إخراج المملكة من الراديكالية إلى الإصلاح، مخفين الوجه الآخر لابن سلمان، الوجه الذي يَعتقل به الإصلاحيين، وتسبب في حرب أهلية باليمن، وتدخل في الشأن الفلسطيني بشكل سافر لصالح الإسرائيليين”.
وتحدث أبو إرشيد عن تيار حقوقي معارض لزيارة ابن سلمان ولسلوكه في السعودية والمنطقة، لكنه ليس بقوة اللوبي الإماراتي والسعودي.
واعتقلت السلطات السعودية خلال عهد ابن سلمان عددا من الدعاة والوعاظ البارزين في حملة على ما يبدو على المعارضة المحتملة للحكم المطلق في المملكة.
ويقول ستيفان لاكروا، الباحث في الشؤون الإسلامية في السعودية، إن السلطات لم تقابل المقاومة بلطف، إذ زادت من إسكات الأصوات المستقلة. وأضاف: “إنها محاولة أوسع كثيرا لسحق الإسلاميين، بغض النظر عما إذا كانوا معارضين أم لا. هذه (الاعتقالات) ستكون محاولة من جانب (الأمير محمد) والنظام لفرض نظام سياسي أكثر صرامة”.
بروباغندا في لندن
وكانت زيارة ابن سلمان إلى لندن شهدت حربا دعائية بين الفريق المعارض له واللوبي المؤيد له على نحو لافت.
وانتشرت صور مؤيدة لابن سلمان بكثافة في شوارع لندن، على الحافلات والسيارات والمباني، وهو الأمر الذي قام به معارضوه، الذين عبروا عن رفضهم للزيارة.