هل من جديد فى الأزمة القطرية؟

1

كريم عبد السلام
 
تنظيم الحمدين المهيمن على قطر، يصر على أن يكون له الحق فى العدوان على الدول العربية المجاورة، والتدخل فى شؤونها ودعم الجماعات الإرهابية المتسللة إلى أراضى تلك الدول بالمال والسلاح، وكذا تحويل أراضيه إلى ملاذ آمن لشذاذ الآفاق من الإرهابيين والتكفيريين والمجرمين المطلوبين فى دولهم، كما يصر وفق الاستراتيجية الإسرائيلية التى يعتمدها، على اعتبار عدوانه على جيرانه من أعمال السيادة ودعمه للإرهاب من أعمال السيادة، وكذا تدخله فى شؤون جيرانه من أعمال السيادة!
إلام يستند تنظيم الحمدين فى عدوانه على جيرانه العرب، ودعمه للإرهاب الذى يستهدف أراضيهم؟ يستند إلى القواعد الأمريكية على أراضيه، وإلى الجنود المرتزقة من إيران وتركيا الذين يحمون العائلة الحاكمة، ويقهرون الشعب القطرى، كما يستند إلى أنه ينفذ المشروع الصهيو أمريكى لتفتيت المنطقة بالجماعات الإرهابية والفوضى والحروب الأهلية، وبالتالى فإنها تتمتع بنوع من الحماية من رد عدوانها بمثله.
أيضًا، يدفع تنظيم الحمدين مليارات الدولارات رشاوى للدول الغربية الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا فى صورة صفقات سلاح ضخمة لا يستطيع الجيش القطرى استخدامها، لافتقاره إلى العدد والاستعداد لاستخدام مشتروات السلاح الضخمة التى يدفع ثمنها الشعب القطرى، كما يدير حملات العلاقات العامة والإعلانات المدفوعة بمئات الملايين من الدولارات، لإظهار النظام القطرى مظلومًا ومحاصرًا فى أزمته مع الرباعى العربى، فضلًا عن توجهه دائمًا لواشنطن طلبًا لحل أزمته مع الرباعى، ظنًا منه أن الحل بيد ترامب وليس بيده أولًا عندما يستجيب للمطالب الـ13 للرباعى العربى.
والمطالب الـ13 للرباعى العربى واضحة وقابلة للتنفيذ والتطبيق حال صلحت النوايا القطرية، وتغيرت الاستراتيجية الحاكمة من تنفيذ المشروع الإسرائيلى المعادى للعروبة، إلى اعتماد ميثاق الجامعة العربية، وعدم التعرض بالأذى للدول العربية أو التدخل فى شؤونها أو دعم الإرهاب على أراضيها.
هل يعتبر مطلب الرباعى العربى لقطر بقطع علاقاتها مع كل التنظيمات الإرهابية مثل جماعة الإخوان وتنظيم داعش وطالبان وجبهة النصرة وفيلق الرحمن والجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وفلول تنظيم القاعدة إخلالًا بالسيادة القطرية؟
وهل تعد مطالبة قطر بوقف التمويل للأفراد والمنظمات الإرهابية المدرجة ضمن قوائم الإرهاب فى الرباعى العربى وتسليم العناصر الموجودة على أراضيها وعدم إيواء أى عنصر إرهابى مستقبلًا، إخلالًا بالسيادة القطرية؟
وهل مطالبة تنظيم الحمدين بإيقاف كل أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلى وآلياته التنفيذية لعام 2014 فى إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربى، إخلال بالسيادة القطرية؟
معلوم أن تنظيم الحمدين يدير مجموعة من القنوات والتليفزيونات والصحف والمواقع الإخبارية، فى مقدمتها الجزيرة، كلها موجهة ومسلطة لإثارة الفوضى والانقسام فى المنطقة العربية ودعم جماعات التطرف والإرهاب ومحاولة تقليب الشعوب العربية ودفعها للفوضى، وعندما تطالبه دول الرباعى العربى بوقف هذه القنوات والمواقع التحريضية، هل يعتبر ذلك إخلالًا بالسيادة القطرية أم درءًا للعدوان؟
وهل مطالبة دول الرباعى العربى لتنظيم الحمدين بوقف الانفتاح على النظام الإيرانى المعادى للعرب وخفض التمثيل الدبلوماسى مع طهران ومغادرة عناصر الحرس الثورى الإيرانى للأراضى القطرية لأنها تمثل تهديدًا مباشرًا لكل دول الخليج، والاقتصار على التعاون التجارى مع إيران بما لا يخل بالعقوبات المفروضة دوليًا، وبما لا يخل بأمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فيه إخلال بالسيادة القطرية أم إجراءات حتمية لضمان الأمن العربى؟
الكرة فى ملعب تنظيم الحمدين، لو أراد أن يكون هناك جديد فى الأزمة الراهنة مع دول الرباعى العربى فهو يعرف الطريق المستقيم، أما اللجوء إلى البيت الأبيض وإيباك ونتانياهو، ودفع مئات الملايين من الدولارات لشركات العلاقات العامة لصناعة مظلومية زائفة فهى محاولات بائسة لن تغير من الأمر الراهن شيئًا.

التعليقات معطلة.