يدعم مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي جون بولتون إنشاء دولة سنّية “علمانية” جديدة في العراق يمكن أن تمولها السعودية”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الثاني والعشرين من آذار الحالي، على “تويتر” تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي خلفا لهربرت ماكماستر، ورد بولتون في تدوينة بإعلان قبوله هذا المنصب.
وجون روبرت بولتون (ولد في 20 نوفمبر 1948) هو محام ودبلوماسي أمريكي خدم في عدة إدارات جمهورية، وكان بولتون من الداعمين لقرار غزو العراق بقوة عام 2003، كما انه صاحب مقولة “القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووي الإيراني.
ومن المتوقع ان يؤثر أداء بولتون وأفكاره على الأوضاع في العراق، كما يمكن أن يصبح موضوع الحشد الشعبي قضية خلاف، و قد تتعطل العلاقات الأمريكية العراقية على نطاق أوسع، بما في ذلك الجانب المالي.
المستشار بولتون، من المؤيدين لاستقلال كردستان، ويعتبر حكومة كردستان (على وجه التحديد مسعود بارزاني) الحليف الوحيد لواشنطن في العراق، و كان منتقدًا صريحًا لالتزام الولايات المتحدة بالسلامة الإقليمية لوحدة العراق.
ويرى مراقبون ان صعود بولتون قد يصبح العراق مرة أخرى ساحة للمنافسة الإقليمية، ويمكن أن يعاني التقارب السعودي العراقي نتيجة لذلك.
ويعتقد بولتون ان انشاء دولة سنية جديدة في العراق ستعيق إنشاء قوس سيطرة شيعي يمتد من إيران عبر العراق إلى سورية ولبنان.
ولقد تمكن رئيس الوزراء حيدر العبادي حتى الآن من اتباع سياسة متوازنة نسبياً. لكن إذا فرضت واشنطن على بغداد أن تختار، فمن المرجح أن يتعطل هذا التوازن الدقيق.
في الشرق الأوسط الأوسع، من المحتمل أن يكون تأثير تعيين بولتون (إلى جانب بومبيو) هو تصعيد التوتر في المنطقة، بسبب التأثير المباشر لسياسة واشنطن والتأثيرات السلبية لها على المنطقة.
وذكرت مجلة “فانيتي فير” الأميركية، أن هناك “عراكا” بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، حول من له “السيطرة” الأكبر على جاريد كوشنر،ً صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يعمل مستشارا له في البيت الأبيض.
وأوضحت المجلة في تقرير لها، أنه “منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، عمل كوشنر على إقامة علاقة قوية مع بن سلمان، تحت (يافطة ظاهرية) هي سعي الإثنين المشترك لإيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، غير أن موقع (إنترسيبت) الأمريكي كشف أن الأمير السعودي كان يتفاخر بالقول ”إنه يملك كوشنر في جيبه”.
وبينت أن “كوشنر قام برحلة غير معلنة إلى السعودية، في تشرين الأول الماضي، وزعمت أن غرض رحلته كان إبلاغ بن سلمان بقائمة من الأمراء غير الموالين له، و الذين تعرضوا بعد ذلك إلى الاعتقال بأوامر من ولي العهد السعودي ضمن ما أسماه حملة مكافحة الفساد”.