إشرب الماء.. للإحتفاظ بقدرات عقلية أفضل

4

لا يتوقف تدفق الدراسات التي تشير إلى فوائد شرب المياه، والمخاطر المترتبة على نقصها في جسم الانسان. ففي حين تشكّل المياه ٧١ في المئة من سطح الأرض، فإنها تشكل ٧٥ في المئة تقريباً من جسم الإنسان، وإن كانت تلك النسبة تختلف بحسب المرحلة العمرية.

وبشكل عام، يعتبر الماء العنصر الأكثر وفرة داخل جسم الإنسان، وهو شديد الأهمية والضرورة بذاته، ممثلا في الفوائد التي ترتبط به، وبسبب الأضرار التي تنتج عن غيابه أو نقصه عن الحد المطلوب.

ومن المهام التي يقوم بها الماء داخل جسم الإنسان طرد الفضلات والسموم من الجسم، وتنظيم نشاط الأنسجة والخلايا، ودعم القلب وتقليل الإصابة بالنوبات القلبية، وزيادة الطاقة، وموازنة درجة حرارة الجسم، وتعزيز جهاز المناعة، وغيرها.

ومن الفوائد التي يتم التركيز عليها أحيانا على هامش دراسة أو بحث جديد، ويتراجع الحديث عن أهميتها في أوقات أخرى، العلاقة بين الماء وصحة العقل، وأهمية الماء عموما للقدرات الذهنية والتركيز. وفي حين يؤكد الطبيب الفرنسى جان كريستوفر شاريه، المتخصص في العلاج بالنباتات الطبيعية، على ضرورة الاهتمام بترطيب المخ عن طريق شرب ليتر ونصف ليتر من الماء يوميا، تطالب دراسات أخرى بالحصول على كمية لا تقل عن ليترين يوميا، من أجل التركيز والحفاظ على كفاءة الذاكرة.

وللماء دور مهم في تحفيز مستوى الكفاءة الذهنية، وهو الأمر الذي يتم التأكيد عليه بالربط بين الشعور بالوهن والجفاف، أو عدم الحصول على القدر اللازم من الماء. وفي هذا السياق، وفي دراسة لقياس قدرة الأشخاص على أداء التدريبات الذهنية بعد الإصابة بقدر من الجفاف، وجدت النتائج أن مستوى الكفاءة انخفض في حل المسائل المعروضة على المشاركين، وفي الذاكرة القصيرة المدى، وفي القدرة على متابعة الأشياء بصريا بسبب انخفاض معدل الماء. ويتطور الوضع حسب درجة الجفاف، وقد يصل الشخص إلى مستوى الاضطراب وفقد الإحساس بالزمان والمكان.

وفي دراسة قام بها باحثون في جامعة إيست لندن، وجد أن شرب الماء يمكن أن يزيد سرعة الدماغ بنسبة ١٤ في المئة، ويزيد نسبة الذكاء. وأكد العلماء أنهم يعتقدون بأن الماء يساعد على تحرير أجزاء من الدماغ تكون مشغولة بإعلام الجسم بالعطش في حالة الحاجة إلى الماء.

وتربط بعض الدراسات بين الماء وأهميته في ما يتعلق بالسلامة الذهنية ونسبة السيروتونين المعروف عامة باسم هرمون السعادة، وهو ناقل عصبي يساعد على نقل الإشارات العصبية من نقطة إلى أخرى في الدماغ. ويؤدي النقص في هرمون السعادة إلى العديد من المشاكل، منها اضطرابات النوم، والتوتر العصبي، والإجهاد، والقلق، والصداع، والاكتئاب، والشعور بالتعب والإعياء، وغيرها من الانعكسات السلبية على الحالة المزاجية والكفاءة. وتشير بعض الأبحاث التي أجريت على الفئران إلى أن الجفاف أدى إلى تقليل معدلات هرمون السعادة، في حين يؤدي الحصول على الكمية الكافية من الماء إلى ارتفاع معدلاته.

ومن أجل التأكد من الحصول على كمية كافية من الماء، تؤكد دراسة لمركز دراسات المخ في فرنسا على ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالماء، مثل الخيار والطماطم والكوسا، مؤكدة على أن استقرار مستويات المياه فى الجسم من شأنه تغذية خلايا المخ بصورة تساعد على القيام بكل وظائفه على أكمل وجه.

التعليقات معطلة.