الكلام صفة المتكلم , هكذا قرأ ترامب الوضع السياسي في الشرق الاوسط , بأستخدام العنف حتى يلتمس رائحة المؤيدين له , هكذا وحسب اعتقاده أنه أنتصر بقلب الميازين على جميع الاتفاقيات المبرمة في الشأن السوري , وبعيداً عن الضربة الموجهة الى داعش .
الفضائيات العالمية الاوروبية والشرق الاوسط عملت جاهداً في تضخيم الضربة الامريكية على سوريا , واعتبرته انتصاراً سياسياً للدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الامريكية , اي استرجاع قوة اواصر التحالف مع عهد الجديد ترامب , والتي فقدتها في عهد أوباما والسبب يعود بأن حكومة اوباما اشرت على بعض الدول الخليجية بالتعاون والتمويل للمنظمات الارهابية , على زعم دول الخليج بان امريكا ادارت ظهرها على ” العربان ” وصافحت ايران بمعاهدة ” 5+1 ” الدولية .
القضية ليس دفاعاً عن سوريا ولا روسيا ولا ايران وليس نكلاً بأمريكا وحلفائها , وانما القضية ما يخص السلام في المنطقة وتهدئة الوضع في سوريا والعراق ومنطقة الشرق الاوسط , وهذه الشعوب لا تريد مزيداً من الحروب من اجل انتصار سياسي ولا مذهبي .
الكل ينتظر اعلان ساعة الصفر لانهاء الملف السوري وانهاء داعش واغلاق الاجندات السياسية المتداخلة في الشأن الداخلي السوري . اذا كا الادعاء بأن الاسد دكتاتوري وغير ديمقراطي , فمن الارجح تغيير كل الرؤوساء الدول في الشرق الاوسط …. كلهم دكتاتوريين وأولهم العائلة الحاكمة الرجعية والمتطرفة في المملكة العربية السعودية , وتركيا العنصرية وسوريا والسودان وغيرهم من الممالك , لكن الامر لا يتعلق بهذا المفهوم , بل المصالح الدولية وسوق السلاح والتعند المذهبي وحزازية رؤوساء العرب المرضى سايكلوجياً .
أما مفهوم القوة في العالم انتهت بظهور قوى اشد تسلحاً واقتصاداً من الولايات المتحدة الامريكية , ودول اشد تعنداً ايديولوجياً لمواجهة امريكا في تدخلها بشكل غير قانوني في شؤون الدول الداخلية .
أن أول شيء يجب أن نتذكره هو أن القادة لا يبدأون حروبًا يعتقدون أنها ستكون طويلة ومكلفة، وقد تنتهي بالهزيمة. الكثير من الحروب تتلاشى بهذه الطريقة بالطبع، لكن القادة الذين يبدأونها يفعلون ذلك لأنهم يخدعون أنفسهم في التفكير بأن الحرب ستكون سريعة ورخيصة وناجحة.
إذا كنت ترغب في قيادة بلد ما إلى الحرب، فلا تنس شيطنة خصمك، ليس كافيًا تصوير الصراع على أنه صراع مباشر للمصالح المتنافسة؛ لأنه إذا كان الأمر كذلك، فقد يتم حل المشكلة عن طريق الدبلوماسية والتوفيق، بدلًا عن القوة العسكرية. وبناءً عليه يبذل الصقور قصارى جهدهم لشيطنة المعارضين على أنهم تجسيد للشر، وإقناع الشعب بأن العدو بغيض من الناحية الأخلاقية، وأنه عدواني بشكل غير قابل للتغيير، فالحل الوحيد على المدى الطويل إذا قامت حكومة أجنبية ببعض الأمور السيئة، وإذا لم يتغير عداؤها لأمريكا أبدًا، هو التخلص منها. وكما قال نائب الرئيس السابق ديك تشيني: «نحن لا نتفاوض مع الشر، بل نقضي عليه».
الادعاء بأن خصوم أمريكا معتدون غير عقلانيين، ولا يمكن ردعهم من خلال القوة العسكرية والأسلحة النووية المتطورة، وشبكة الحلفاء القوية، والأدوات الاقتصادية المتنوعة هي الحجة الثانية، وبالتالي فإن قادة إيران يوصفون بشكل روتيني على أنهم متعصبون دينيون، كما يتم تصوير زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ، بشكل روتيني على أنه غريب، ومجنون، وعدواني، وبالتالي فمن المستحيل ردعه، ناهيك عن أن كلا النظامين: الإيراني، والكوري، قد أظهرا مرارًا وتكرارًا أنهما مهووسان، ليس بالشهادة أو الأيديولوجية، بل الاحتفاظ بالسلطة، والبقاء على قيد الحياة. وفي هذه الحال لإثارة حالة الحرب يكون من الأكثر فعالية أن نقول للشعب: إن هؤلاء الأشخاص هم أشخاص أكثر خطورة.