كتب / رائد عمر العيدروسي….
من الملاحَظ أنّه في حرب عام 1991 وكذلك في حرب سنة 2003 فأنّ القيادة العسكرية الأمريكية قد حدّدت موعد يوم الهجوم مسبقاً ” متجاوزةً مبدأ المباغتة والمبادأة ” وهذه حالة لم ْ تحدث في الحروب سابقاً .! ولعلّ ذلك يعود الى الغرور الأمريكي في امتلاك القوة العسكرية المفرطة , أمّا في الضربة الصاروخية الأخيرة , فَلم يعلن الأمريكان عن موعدها عمداً ” دون زوال حالة الغرور والكبرياء بالطبع ” ولا لأجل عنصر المباغتة , إنّما لو اعلنت عن موعد الضربة مسبقاً , فلعلّها واجهت اعتراضاتٍ واحتجاجاتٍ من الرأي العام ومن وسائل الإعلام بما فيها الأمريكية , عن سبب تحديد الشروع بالقصف قبل بدء بعثة الخبراء الدوليين الى دمشق للتحرّي عن وجود أية آثار محتملة للغاز الكيمياوي .
2 \ : التصريحات الرسمية السورية بعدم وقوع خسائر في المدنيين في معظم الصواريخ التي اصابت اهدافها , فهي خطأ اعلامي جسيم ولصالح الأمريكان وحلفائهم , ولا يعني ذلك اللجوء الى الأكاذيب , انّما عدم التصريح بذلك كان انسب .
3 \ : في التصريحات والمؤتمرات الصحفية التي عقدوها كل من رئيسة وزراء بريطانيا , ووزير الدفاع الأمريكي , ووزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين , ترددت كلمة ” الكيمياوي ” لعشرات المرّات ! بغية تثبيت استخدامه كأمر واقع , ولم يظهر ايّ دليلٍ مادّي لغاية الآن , والأمر لا يعدو كونه اتهامات .
4 \ : قد يغدو مثيراً للسخرية تبادل التصريحات المتضادة والمتناقضة بين الأمريكان من جهة والسوريين والروس من جهةٍ اخرى حول إصابة وإسقاط اعداد من الصواريخ الغربية , ونفي ذلك امريكياً , لكنه من المتوقع أن تقوم السلطات السورية بعرض الصور المتلفزة للصواريخ التي جرى تدميرها , ومن الأفضل دعوة صحفيين اجانب وحتى من وسائل اعلام دول العدوان كي يكونوا شهوداً على اكاذيب دولهم , ولأجل سحب البساط من ادعاءات زائفة بأنّ صور الصواريخ المحطمة قد خضعت للفبركة او انها صور قديمة من حروب العراق مثلاً .
5 \ : الروس جرى ابلاغهم بالضربة وطمأنتهم بعدم التعرّض لقواعدهم الجوية والبحرية في ” حميميم واللاذقية , لكنّ اعتراف القادة الروس بعدم استخدامهم لوسائل دفاعهم الجوي المتطورة , فهو لا يتناسب كلياً مع الأمتيازات الأقتصادية التي حصلوا عليها من الحكومة السورية .!
6 \ : يمكن القول وبنسبةٍ عالية أنّ الضربة الصاروخية ليوم امس هي ليست الأخيرة , او أنّ القصف المركّز لم يبدأ بعد ! , حيث استحضارات تحشيد البوارج والطرادات والغواصات ” على الأقل ” لم تكتمل بعد , وهي في طريقها للأقتراب من حافّات ميدان المعركة , وأنّ تهمة استخدام الغازات الكيميائية من قبل القوات السورية سوف تستمرّ وتتكرّر , وكأنّ الجيش السوري لا يمتلك ايّ قطعةِ سلاحٍ سوى الغاز الكيمياوي , وكأنّ ايضاً تعداد فصائل المعارضة السورية المسلحة ومعهم المرتزقة , اكبر واكثر عدداً من الجيش الصيني ! ولا يمكن القضاء عليهم بالأسلحة التقليدية والثقيلة .!