محمد السيد محسن
لفت انتباهي تغريدة للرئيس الامريكي كان غرد بها عبر تويتر عام 2013 ينصح بها الرئيس السابق اوباما بعدم التدخل في سوريا ويقول له ان التدخل في سوريا او توجيه ضربة للنظام السوري لن يفيد امريكا.. بالعكس.. قد يجلب لنا مخاطر. يجب ان تفكر كيف تجعل من امريكا قوية.
اليوم وبعد ان وصل ترامب الى البيت الابيض بدا يفكر مثلما يفكر سابقه.. هل ان الرئيس تتم قيادته من قبل رجال الظل في اروقة البيت الابيض؟ ام ان سياسات الادارة الامريكية لا تتعلق بأحلام وتوجهات الرئيس؟
كل هذه التساؤلات تتحرك في ذهني في مرحلة عصيبة نمر بها خشية افتعال مواجهة مجنونة بين دول كبرى وصلت حد التحدي من الممكن ازاءه ان نخسر ارضنا وبيئتنا اذا تم التصعيد واستخدام الاسلحة الفتاكة.
وقديما قال حسب الشيخ جعفر:
“مجنونة انت
ثمل انا
من يوصلنا لباب المنزل”
اليوم اصبحنا امام بوتين وترامب. وكلاهما مجنون وثمل، واذا ما أخذ التحدي بينهما سبل قطع الصلات واثبات الذات فإننا بلا شك لن ننجو جميعا.
روسيا باتت أمام اختبار وجود حقيقي في سوريا.. والامريكان ومن ورائهم اسرائيل والمال الخليجي يحاولون كبح جماح الدب الذي استفاق في زمن الضياع.
انها فوضى عارمة من الممكن ان تعيد الارض الى زمن الصناعات الاولية التي كان يهدد فيها ديك تشيني صدام حسين حين قال له سنعيد العراق الى زمن ما قبل الصناعة.
وهناك تحليل امريكي خطير، يعتقد ان ترامب يحتاج الى تصعيد عسكري كي يمكنه التخلص من اعدائه في الداخل الامريكي ممن يحاولون اكمال تحقيق بشان تجاوزات انتخابية ودعم روسي له اثناء الانتخابات، واذا صح هذا التحليل فان الكارثة بلا شك ستكون وشيكة، لان الروس في سوريا باتوا معنيين بكل تفاصيل هذه البلاد، ولا ننسى ان ذريعة الكيماوي تختص بها روسيا اكثر من سوريا لان الاولى كانت هي الضامنة لإخلاء البلاد من الاسلحة الكيمياوية، وهي التي عقدت اتفاقا مع جيش الاسلام بإخلاء مدينة دوما، وهي التي تعتقد حتما بأنها المستهدفة من “الكذبة” التي تم تسويقها باستخدام الكيمياوي في دوما حيث ان الروس ما زالوا يتحدون العالم بصدقية الضربة الكيمياوية في دوما.
اذن العالم امام بوتين العنيد الذي لا يحتاج لان يراهن على عناده اذكياء العالم، ومجنون متخبط لا يحتاج اي عاقل ان يعرف جنونه وعدم استقراره السياسي والنفسي. وما بينهما كيانات متصارعة وثارات تحاول الاستفادة من الفوضى قدر المستطاع، ومثال ذلك اسرائيل التي تبحث عن ادامة الفوضى وتدمير المنطقة بمال اهلها وايدي متشدديها، والسعودية التي تبحث عن ثار تاريخي مع ايران ومحاولة تحقيق انتصار معنوي في احد صراعاتها مع العدو اللدود ايران حيث انها خسرت معركة العراق ولبنان وسوريا وما زالت تداري فشلها في اليمن.