عادت حليمة الأمريكية لعادتها القديمة عند حافة الهاوية!!!

1

كتب / محمد ضياء عيسى العقابي…

يبدو أن الرئيس “الحوك” ترامب، الأمّي في عالم السياسة وعلمها والمتخصص بشؤون شراء وبيع الملاهي والعقارات، سمع بأن رفع العصا الغليظة في وجه خصمه سيرعبه وينهار تحت قدميه دون ريب ناسياً إعتبار كرامة الضعيف عسكرياً وناسياً صرامة الند له تسليحياً.

رفع ترامب عصاه أمام العالم أجمع بتعيين جون ماتيس وزيراً للدفاع للسمعة “الطيبة” التي يتمتع بها هذا الرجل العسكري في الداخل الأمريكي إذ يلقبونه بـ “الكلب المسعور” أي “الجلب المجلوب”!!!

غير أن ترامب لم يستوعب الدرس الذي لقنه إياه العراقيون رغم وصفه إياهم بـ “لا يوجد عراق بل هناك جماعات متحاربة وقادة لصوص” ورغم تأييد بعض عراقيين لترامب ومضاعفة الكيل بكون قيادتهم من أحزاب إسلامية “ظلامية” متناسين، يا للعجب!!!، كون تلك القيادات منتخبة بحرية تامة في ديمقراطية لم يسبق للعراق أن شهد مثلها منذ أيام السومريين وقد طرحت أرضاً كل من تآمر عليها في الخارج والمحيط وعملائهم في الداخل أي الطغمويين والإنفصاليين وذيولهم “المدنية” التي قال قائلها عقيل التميمي، مؤيداً الإعتداء الثلاثي الإمبريالي على سوريا العربية لإسقاط “آخر نظام دكتاتوري في المنطقة سلمياً” بكلماته هو لفضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 14/4/2018، ناسياً أن يُكمل كلامه بالقول “… لبناء ديمقراطية على غرار ديمقراطية السعودية والإمارات وقطر”!!!

لم يستوعب ترامب ذلك الدرس يوم أرسل ماتس الى العراق ليرعب حكومته “الفاسدة” ويجعلها تتقبل صاغرة أمرَ ترامب بوضع العراق ضمن قائمة من سبع دول يُمنع دخولُ رعاياها الى أمريكا.

لم أجد تفسيراً للتلعثم الذي ألمَّ بماتس بعد إجتماعه بالمسؤولين العراقيين وخاصة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية الشجاع إبراهيم الجعفري ووزير الدفاع عرفان الحيالي مع علم الأمريكيين أن جهودهم لتسقيط إئتلاف دولة القانون وزعيمه نوري المالكي قد فشلت وبقي داعماً صلباً للسيادة والإستقلال وتعزيز الديمقراطية والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية ودعم القضايا العربية والإسلامية كالقضية الفلسطينية – لم أجد تفسيراً سوى أن الجانب العراقي قد قال لماتس: ببساطة أيها الجنرال أنتم لا تريدوننا فنحن، إذاً، لا نريدكم. لذا نرجو أخذ رجالك معك وعدْ الى أهلك سالماً غانماً…. ويا دار ما دخلك شر!!!

لم يعرف ماتس كيف يجيب لإرعاب هؤلاء “اللصوص” الذين صعقوه بـأنَفَتِهم واللصُ لا أنفةَ له. لذا خرج وصرح للصحافة صاغراً: “هذا الأمر ليس من إختصاصي” و “سأنقل رأي العراق الى واشنطن” وهي تصريحات غير مألوفة من وزير دفاع أمريكا “سيدة الكون” في حساب الإمبرياليين ومريديهم وعملائهم!!! وهكذا عاد ماتس الى سيده ترامب مكسوراً “هؤلاء ليسوا لصوص ولا جماعات متحاربة ولا ظلاميين ….هذه معلومات مضللة ضحك بها الفاشلون علينا”!! فما كان من سيده “سبع البرمبة” إلا أن رفع إسم العراق من قائمته العنصرية بإنتظار جولات قادمة للإنقضاض على فريسته العراقية التي نبذ ما قيل بحقها “جماعات متحاربة وقادة لصوص” كما سمعها من أسامة وأياد وصالح وسليم وظافر وأحمد ومحمد وباقي الجوقة الطغموية التي ورّطت الرئيس السمسار!!!

النظام الدستوري الديمقراطي لا يسمح، بطبيعته، بنشوء دولة طائفية أو دولة “جماعات متحاربة” ولكن هناك جهود لدفع الدولة الى هكذا مآل منذ نشوء النظام الديمقراطي في العراق وذلك للإطاحة به وإسترداد السلطة ومنافعها وقد نجحوا جزئياً في مضماري التخريب والإرهاب.

راجعَ ترامب نفسه وضبّط أموره فطرد وزير خارجيته العاقل، نسبياً، تيليرسون وأتى بوزير خارجية جديد، مايك بومبيو، ومستشار للأمن القومي جديد، جون بولتن، وكلاهما متشددان…”إيدْهمْ والصاروخ”!!! تأثر ترامب بهذين المتطرفَين وبالموتورة الوقحة (نيكي هيلي)، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، فصار هو، ترامب، أيضاً يتكلم بالصواريخ الذكية والقنابل النووية الصغيرة وبلغة “إنتظرها يا بوتين”!!.

وسط هذا الجوق الجديد من المتطرفين، أتعرفون من صار الوزير العاقل بدل تيليرسون في حكومة ترامب؟ … يا للعجب…إنه الكلب المسعور ماتس ومؤسسته العسكرية التي صارت (يا للعجب..ثانية وثالثة!!) تكبح جماح مؤسسات مدنية، علنية وعميقة، يقودها مدنيون متطرفون. المعتاد أن يخفف المدنيون من إندفاعة العسكريين لا العكس…ولكن هذه حكومة ترامب السمسار!

نعم…الجيش صار يهدِّئ من إندفاع ترامب وبطانته إذ صار الجيش وماتس يبصِّرهم بعواقب الإصطدام مع روسيا وإيران في المنطقة المليئة بالجنود الأمريكيين المهدَّدين كما في العراق مثلاً حيث يمكن أن يُطبق الشعب العراقي بحشده وقواته على أولئك الجنود إذا شنّ الأمريكيون عدواناً واسعاً على سوريا وجيشها العربي الصامد زيادة على جريمة تسليم القدس للعدو الصهيوني.

إعترف ترامب وقبله بوتين بأن مستوى العلاقات بين أمريكا وروسيا إنحط الى دون ما كان عليه في أسوأ أيام الحرب الباردة. كان كلام الرئيس بوتن مسؤولاً ومن باب التنبيه الى المخاطر، بينما جاء كلام ترامب في إطار حملة تخويف إعلامية واسعة إشترك فيها أهم مفاصل الإعلام الغربي الإمبريالي وخاصة الأمريكي والبريطاني والفرنسي. لقد كانوا يرقصون ويتوعدون عند شفا الهاوية محاولين إرعاب الخصم لدفعه الى الإستسلام.

ترامب، الذي قال له مستشاره للأمن الوطني بولتن إنه “لا شيء يعلو على الدستور الأمريكي في العالم”، وفي عهد بوش بعد إحتلال العراق خارج الشرعية الدولية، وكان بولتن آنئذ مندوباً لأمريكا في الأمم المتحدة، قال بولتن “لا حاجة لوجود الأمم المتحدة”!! وكانت نيكي هيلي سباقة الى الإعلان عن التصميم على ضرب سوريا كما سيلي بعد قليل – ترامب، المحاط بـ”حمامات السلام” هذه، لا يسمح أن ينهار “حلفاؤه” الإرهابيون “المعتدلون” في الغوطة الشرقية في دمشق على يد قوات الشعب السوري وحلفاءه الذي يقوده بشار الأسد والذي حدد الرئيس الأمريكي السابق أوباما شهراً واحداً لا غير لإختفاءه من المسرح السياسي إن لم يكن من الوجود أصلاً؛ وحدّد إيهود باراك، وزير دفاع الكيان الصهيوني آنئذ، إسبوعين فقط لسقوط الأسد…. ولم يسقط. فقالت مندوبة ترامب في مجلس الأمن (نيكي هايلي) إن أمريكا ستضرب سوريا سواءً وافق مجلس الأمن أم لم يوافق (لكنها لم تكمل القول: … كما فعلنا يوم إجتحنا العراق ولبسنا الأمم المتحدة!!). ونسيت أن روسيا آنئذ كان رئيسها المتخاذل المنبطح ييليتسن على رأس الهرم.

قبل أيام قليلة وصلت الأمور الى خواتيمها. إذ حان وقت تصفية جوهرة الجماعات الإرهابية في سوريا وهي متمركزة في غوطة دمشق الشرقية وهي السكين في خاصرة دمشق واليد الممتدة الى قلب العاصمة السورية حيث تتحرك تلك اليد عند الضرورات السياسية بأوامر أمريكية وإسرائيلية عبر العملاء حكام السعودية والإمارات وقطر وتركيا.

هل يجرؤ ترامب أو أبو ترامب على البوح بأنه يريد حماية الإرهابيين المتنوعين الذين يقودهم محمد علوش وأبو همام البويضاني وعبد الرحمن أبو كعكة، رغم تصنيف الأول بالمعتدل، وقد أمطروا أهل العاصمة دمشق بمئات القذائف التي قتلت النساء والأطفال؟

كلا وألف كلا. …. فما العمل إذاً وهو، ترامب، يريد حماية الإرهابيين كعادة الأمريكيين على طول الخط؟

الحل بسيط!! أُطلقْ التهمة الجاهزة ضد الحكومة السورية بإستخدامها السلاح الكيميائي المحظور لتتمكن أمريكا مدعومة من شركائها الإمبرياليين الأوربيين وإسرائيل وعملائها السعوديين من توجيه ضربة عسكرية قد تكون أشد مما سبق لتشلَّ الجهاز العصبي والعضلي للجيش العربي السوري وينجو الإرهابيون وتعود سوريا الى المربع الأول وفي ذلك رسالة لبوتين، رداً على خطابه الشهير الذي “كَركَع” أمريكا وغيرها، ومفادُ الرسالة: [[أنا “حوك” أيضاً ولستُ ذلك السمسار وحسب]]!!

وبالفعل أطلَقوا تهمة السلاح الكيميائي غافلين:

– المنتصر والمتقدم في الغوطة لا يطلق السلاح المحرم على المنهزم المدحور الذي رحل معظمه ولم يتبق إلا القليل منه في دوما وحتى هؤلاء كانوا في طريقهم الى الرحيل لولا خلافاتهم الداخلية المرتكزة إلى توجيه سعودي مفاده “إثبتوا…الضربة قادمة”. وأخيراً إستسلم البعض وبقي في دوما والآخرون رحلوا بعد أن يئسوا من نجاح محاولات مشغّليهم في خلط الأوراق. أردوغان من جانبه إحتضن عملاءه من الإرهابيين ورفض عملاء السعودية الذين ذهبوا الى جرابلس وذهب بعضهم الى السعودية عن طريق تركيا ليذهبوا الى اليمن كمرتزقة وهناك البعض سوف يذهب الى الخليج أو السودان!!

– ما عاد رأي الجماهير في أي مكان من العالم يصدق إدعاءات أمريكا بالنسبة لإستخدام السلاح الكيميائي من جانب الحكومة السورية، خاصة وأن سوريا وروسيا وإيران وحزب الله قد استوعبوا الحيل الأمريكية فحذروا الناس من الأفلام الأمريكية المفبركة سلفاً بالنسبة للغوطة فلما أتت جاءت “بايخة”. كيف يصدقهم الناس وقد إعتادوا على أمريكا تشهر هذه التهمة كلما أوشك الجيش العربي السوري على إحراز نصر على الإرهابيين؟! وكيف يصدقهم الناس وقد أظهرت أمريكا، كدليل لإستعمال القوات السورية للسلاح الكيميائي في دوما، غرفةً سقطت فيها قنبلة إستقرت على الفراش ولكن جميع شبابيك وزجاج الغرفة سالمة سليمة ومعافات من أي كسر أو ثقب؟!!…. فمن أين دخلت القنبلة تساءلت ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمرها الصحفي يوم 12/4/2018؟!! يبدو أن أصحاب الخوذ البيضاء بحاجة الى المزيد من التدريب….على إخراج أفلام الفبركات!!

بعد الضربة الأمريكية لسوريا عقد الوزير ماتس ورئيس الأركان دنفر مؤتمراً صحفياً مرتبكاً كان من بين الأسئلة لماتس من صحفية أمريكية: أمس في الليل لم تكن متأكداً من إستخدام السلاح الكيميائي المفترض فكيف أصبحتَ الآن متأكداً؟!!!

أما الفرنسيون فقد إعترفوا أخيراً يوم 15/4/2018 بأن مصدرهم لإستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة هو وسائل التواصل الاجتماعي ومنها (الفيس بوك)!!! (مِن هلمال حمل جمال)!!!

-خبراء الجيش الروسي المتواجدون في المنطقة أكدوا عدم وجود أي أثر للسلاح الكيميائي علماً أن آثار هكذا سلاح تبقى ظاهرة لمدة شهر بالأقل.

– طلبت الحكومة السورية من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إجراء تحقيق فوري. وبالفعل وصل وفد كان سيباشر أعماله يوم السبت القادم 14/4/2018. غير أن أمريكا رفضت مشروع قرار سويدي – روسي لتأييد هذه الخطوة بحجة أن هذه المنظمة تحدد فقط إن كان السلاح الكيميائي قد إستُخدم أم لا، ولا شأن لها بتحديد هوية الجاني. هذه حجة كلامية للرفض لأن المسألة الآن هي تقرير فيما إذا إستخدُم السلاح الكيميائي أصلاً أم لا؛ ولا يقر أحدٌ بإستخدام السلاح لمجرد تمثيلية ساذجة تُظهر فيها أمريكا شخصاً يُصب عليه الماء ليزيل آثار السلاح الكيميائي المفترض وقد يكون هذا المشهد مصوّراً في الهونولولو. كان المندوب السوري في مجلس الأمن بشار الجعفري على حق عندما إتهم سلاح سوريا الكيميائي المفترض بـ”العنصري” لأنه ضرب الإرهابيين ولم يضرب الجنود السوريين أو الروس، كما وصف الجعفري كامل العملية الأمريكية بالفلم الهوليودي!!!

يبدو أن أمريكا لا يروق لها تحقيقٌ إلا على نمط “التحقيق” الذي جرى في خان شيخون حيث أجراه “أحباب” أمريكا عن بُعد دون الحضور الى موقع الحدث في تلك المدينة، وقد فنده الخبراء الروس بمحاكمة علمية رائعة.

الجميع سأل أمريكا بعد الضربة: لماذا لم تنتظروا مباشرة المفتشين أعمالهم وهم في دمشق؟!

– منذ بدء تحرير الغوطة الشرقية وبدء “البلتيقات” الأمريكية أعلنت روسيا بصرامة أن أي هجوم يقع على الرعايا الروس في دمشق أو على حلفائها فسوف ترد عليه بقوة. وأوضح مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الروسية أن ضربة مطار الشعيرات بحجة خان شيخون قبل عام أطلقت فيها أمريكا (59) صاروخاً من نوع (توماهوك) نَفَذَ منها (23) وأسقطت الدفاعات السورية (36) صاروخاً. الآن، والكلام للمسؤول الرفيع، سنسقطها كلها والأكثر أننا سنضرب المصدر الذي إنطلقت منه الصواريخ. هذا طبعاً في حالة هجوم جاد وواسع ويقع خارج إمكانيات القوات السورية على رده.

– جعلت جدية هذا التحذير الروسي الصارم معظمَ الحكومات والمنظمات الدولية أن تدرك خطورة الموقف وتبتعد عن الألاعيب وعن الرقص مع أمريكا على شفا الهاوية لأن المخاطر على الأمن في العالم أصبحت جادة لا تحتمل العبث الإمبريالي الترامبي؛ كما أن ترامب قد يجيد الرقص في ملاهي لاس فيغاس ولكنه لا يجيد الرقص على حافة الهاوية كما أجادها جون فوستر دالاس مخترع هذا التكنيك الإبتزازي في خمسينيات القرن الماضي يوم نجح فيه لسببين غير متوافرين الآن: أولهما كون الإتحاد السوفييتي دولة عقائدية لا تغفر لنفسها نشوب حرب حتى لو كان المقابل مصراً على إشعالها؛ بينما اليوم هناك في روسيا نظام قومي لا تتقبل حكومته الإبتزاز مهما كلف الأمر خاصة عندما يتهدد عمقها الإستراتيجي وعمق الحليف الصيني وهذا ما تسعى اليه أمريكا ليصبح بإمكانها تصريف أزمتها الإقصادية المستديمة الخانقة الى العالم بعد الهيمنة عليه. وثانيهما لم يكن الإتحاد السوفييتي بقوة روسيا اليوم من حيث التسلح النوعي. لهذا عارضت إيطاليا الإعتداء كما إستنكفت ألمانيا ودول أوربية عديدة عن المشاركة في العدوان.

هنا حصلت الورطة الأمريكية الكبرى. فترامب رفع الحملة الإعلامية الى أعلى مستوى. يدفعه الى التصعيد المتهور وغير المنضبط وغير المرتكز الى إستراتيجية حتى بالمستوى الأدنى – يدفعه عاملان: أولاً مشاكله الداخلية مع السلطات الأمنية والكونغرس بلغت حد أن هجم الأمن على مكتب محامي ترامب الشخصي مؤخراً وإحتجز كل وثائقه. دفعه هذا العامل الى التنفتيش عن وسيلة لصرف الأنظار عن هذا الضاغط المتنامي الذي يغذيه أعداؤه الديمقراطيون وآخرون حتى من أعضاء حزبه الجمهوري. ثانياً: دفعُ المتطرفين الذين إلتحقوا في إدارته مؤخراً إضافة الى من كان هناك أصلاً وقد سبق الحديث عنهم.

دفع هذان العاملان ترامب الى تصعيد عالٍ وخطير قد يجر الى صدام مع روسيا وقد يتطور الى صدام دولي يُلهب شعوب المنطقة والعالم كله ضد أمريكا وأتباعها وذيولها كما قال السيد حسن نصر الله.

أدرك ماتس والعسكر خطورة الأمر لذا أرادوا تنفيس الأزمة مع حفظ ماء وجه ترامب وأمريكا. فأعلموا الروس عن مسارات الصواريخ التي سيطلقونها تحت عنوان التنسيق وتفادي الإصطدام في الأجواء السورية. فهمَ الروس المقصودَ فتعاونوا مع الجيش الأمريكي من أجل إنزال ترامب من الشجرة دون تلوينه بلون بهلوانيي السرك ولكن بوخزات مؤلمة في مؤخرته، ترامب. فرد الروس على وعيد ترامب لبوتين يوم قال “إنتظر الصواريخ الجميلة الذكية يا بوتين”، إذ تفاهم الروس والسوريون، بعد أن جهزوهم بالمسارات الدقيقة للصواريخ المعادية، تفاهموا على أن تقوم الدفاعات الأرضية السورية القديمة لا المتطورة (إمعاناً في تحقير ترامب) بإسقاط بعضها وحرف البعض الآخر عن أهدافها وإهمال ما لا قيمة لأهدافه فهي مناطق مهجورة. النتيجة : إسقاط (71) صاروخاً من أصل (103) ويقال (110).

النتائج:

تحرير غوطة دمشق بأكملها وهي خطوة إستراتيجية تفوق أهمية تحرير حلب حسب بعض الخبراء العسكريين، صدور تأكيدات من ترامب نفسه بعد الضربة الباهتة الفاشلة أن الضربة لم تكن تستهدف النظام السوري ولا الرئيس بشار، كسب سوريا حق إستخدام منظومات جوية متطورة مثل إس – 300 أو حتى أس – 400، إحراز سوريا والرئيس الأسد شخصياً نصراً إعتبره الكثيرون مشابهاً للنصر السياسي الذي حققه الزعيم القومي العربي الراحل جمال عبد الناصر في أعقاب العدوان الثلاثي على قناة السويس ومصر عام 1956، إحباط شديد في إسرائيل والسعودية والإمارات وقطر وكلهم موّلوا وحرضوا ضد سوريا وإيران، إدعاء ماكرون بأنه قد أطلق صواريخ وهو لم يطلق، حسب مصادر وثيقة، بل أراد الضحك على السعودية لتوقيع عقد بقيمة (18) مليار دولار، ارتفاع معنويات محور المقاومة وخاصة في فلسطين واليمن والشعوب العربية عموماً حتى أن السعودية أسرعت وأطلقت على مؤتمر القمة العربية في الظهران يوم 15/4/2018 بمؤتمر “القدس” تغطية على التصريحات والتنازلات الخيانية المذلة لـولي العهد (مبس) (محمد بن سلمان) في واشنطن لصالح الصهيونية وصمتوا صمت أهل القبور عن العدوان على سوريا وعن “صفقة القرن”.

الخلاصةً: إنتصرت سوريا ومحور المقاومة وروسيا وإنهزمت أمريكا وإسرائيل وعملاؤهما السعوديون والإماراتيون والقطريون.

وقد أصابت الخيبة والحسرة الطغمويين والإنفصاليين وذيولهما في العراق لأن هؤلاء يعتقدون أن دمار سوريا وإيران من شأنه أن يساهم في خنق العراق الديمقراطي والإنقضاض عليه بمعونة أمريكا.

 

التعليقات معطلة.