بقلم: رفاء الكناني
حين تنعدم القيم الدينية، والأخلاقية، والأنسانية، يصبح كلُّ شيءٍ مباحاً مهما بلغت قدسيته وبراءته.
فعندما تتمكن الغريزة من شخص إتجه نحو البحث عن لذّاته المحرمة، وكيفية اشباعها، فلا عجب أن نسمع عن حوادث الاعتداء الجنسي على الاطفال في سن مبكرة، إذ يقوم الجاني بالتخطيط لافتراس الطفل، وعندما يحين الوقت المناسب يبدأ بالتنفيذ، إذ
تتوفر حينها الاجواء، والظروف المناسبة؛ للاعتداء على الطفل بصورة آمنة، وقد تتكرر؛ بسبب عدم إبلاغ الطفل لوالديه عن الاعتداء، كأن يكون خائفاً من ردة فعل والديه بعد إبلاغهم بما حدث، أو عدم تصديقه من قبل والديه، أو تعنيفهم له وإلقاء اللوم عليه بعد سماعهم بالأمر.
وربما كان الجاني شخص قريب من العائلة، حينها يكون بعيد كل البعد عن الشبهات، وفي بعض الأحيان يكون الطفل قد أعلم والديه بما جرى عليه؛ ولكن الأهل لم يقوموا بأي تصرف لا التبليغ على الجاني ولا مواجهته شخصياً بما فعل، يكتفون فقط بأبعا الطفل عن ذلك الشخص، وهذا هو الخطأ بعينه لأنه وأن خرج من هذه العائلة سوف يقوم بممارسة فعله الشنيع مع أطفال أخرين لذلك يجب على الأهل أن يخصصوا بعض الوقت للأهتمام بأبنائهم والاستماع إلى مشاكلهم، ومشاركتهم، لإيجاد حلول لها. وهذا يوفر لهم الأمان ويشعرهم بوجود سند قوي يقف الى جانبهم ولن يتخلى عنهم. ومن المهم تعليمهم كيفية التعامل مع الآخرين وضرورة التعبير عن رأيهم بحرية، وتعليمهم قول (لا ) في المواقف التي تتطلب ذلك، وعدم تعويدهم على أسلوب الطاعة العمياء لمن هم أكبر منهم سناً.
يؤكد استشاريو الطب النفسي أن أثار الاعتداء النفسية، والجسدية، ليست وقتية ولكنها تمتد على المدى الطويل، وتؤثر على معظم جوانب حياة الطفل وعلى تقييمه لنفسه، واحترامه لذاته، أضافة إلى تأثيرها العميق في قدرته على أقامة علاقة سليمة مع الجنس الآخر. وتشير الدراسات، والإحصائيات العالمية أن 70% من الأطفال في العالم قد تعرضوا للتحرش الجنسي بنوع أو أكثر .
فقد أفادت احصائية ألمانية أن نسبة التحرش بالطفل قد تصل إلى 12_15% اي مايعادل 200الف حالة سنوياً. وهناك دراسة أمريكية أثبتت أن 83% من الأطفال تعرضوا للتحر الجنسي، كما أن هناك بعض الدول العربية أعلنت عن بعض الإحصائيات الخاصة بالتحرش الجنسي بالطفل داخل إطار العائلة مع العلم أن مايتم الإبلاغ عنهم للسلطات المختصة لايتجاوز نسبة ضئيلة مقارنة بالحالات الحقيقية نتيجة لحال السرية والصمت الذي يحاط به هذا النوع من الاعتداءات.
في الأردن: تؤكد عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة أن عدد الحالات التي تمت معاينتها عام ( 1998) قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة، وكان المعتدي معروفاً للطف الضحية (جار _قريب) في 79 حالة، وفِي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل.
في لبنان: أظهرت دراسة صادرة عن جريدة “لوريان لوجور” أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7_13 عاماً، وأن الضحية شملت 18فتاة، 10 أولاد تتراوح أعمارهم مابين سنة ونصف: 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.
في السعودية: وفِي دراسة أجريت في المملكة حول إيذاء الأطفال جنسياً أجرتها منيرة بنت عبد الرحمن عام (2002) بينت أن 49.23% ممن هم في سن 14 من إجمالي عدد السكان تعرضوا للتحرش الجنسي، بالرغم من ذلك مازالت نسبة الاعتداءات على الطفل غير معروفة وذلك بسبب تكتم الأطفال أو حتى الأسر خوفاً من المعتدي القريب أو الفضيحة.
أطفالنا هم فلذات أكبادنا علينا حمايتهم والحفاظ عليهم، وأختيار لهم بيئة سليمة.