قام علماء بتدريب عنكبوت يطلق عليه اسم “كيم” على القفز عند الطلب، بغاية تعلم أسرار قدراته البهلوانية، ما يمكن أن يساعد المهندسين على تصميم روبوتات صغيرة رشيقة.
وتم اختيار كيم لهذه التجربة لأنه يعرف بأنه “عنكبوت ملكي قافز”، وهو نوع مشهور بقفزاته المدهشة. ويمكن لعناكب القفز، التي يبلغ طولها 2 سم، أن تصل إلى 6 أضعاف طول جسمها عند القفز من بداية ثابتة. وبالمقارنة، فإن أفضل ما يمكن أن يحققه الإنسان هو 1.5 من طول الجسم.
وعند القفز، فإن القوة المطبقة على أرجل العنكبوت تعادل 5 أضعاف وزن الجسم.
وقال الدكتور، مصطفى نبوي، العالم البارز من جامعة مانشستر: “هذا أمر مذهل، وإذا استطعنا فهم هذه الميكانيكا الحيوية، فيمكننا تطبيقها على مجالات بحث أخرى”.
ودرب فريق الدكتور نبوي، العنكبوت “كيم” على القفز لارتفاعات مختلفة من منصة المختبر، وسُجلت قفزاته باستخدام كاميرات فائقة السرعة، كما طبق العلماء تصويرا بالأشعة المقطعية الدقيقة للعنكبوت، لإنشاء نموذج افتراضي ثلاثي الأبعاد لساقيه وهيكل جسمه.
وتُظهر النتائج، أن كيم استخدم استراتيجيات القفز المختلفة اعتمادا على التحدي المقدم له. وعند الحاجة لقطع مسافات قصيرة، فضل المسار الأسرع الذي يستنفد طاقة أكبر ولكن يقلل زمن الرحلة، ما جعل القفزة أكثر دقة وفعالية للإمساك بالفريسة.
وكانت القفزات على مسافات طويلة، من النوع المستخدم في عبور التضاريس الوعرة، أبطأ وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
ومن المعروف أن العناكب تستخدم نظام ضغط السائل الهيدروليكي لتوسيع أرجلها، ولكن الدور الذي تلعبه هذه الطريقة في القفز لم يكن معروفا.
ديمة حنا