كتبه: سامي جواد كاظم
قبل اعلان نسبة المشاركة والكتل الفائزة كان للمواطن العراقي حكايات عن الانتخابات، والحقيقة ان الظاهرة بعمومها زاهرة بصورها ولكن هل عطرها يدل على جمالها ؟ وهنا بدا الشارع العراقي يتماوج مع ما يجري وما جرى وما حدث من امور بغير حسابات .
هذا يقول سانتخب حتى اقطع الطريق على الفاسدين … صح كلامك، وذاك يقول لا انتخب الفاسدين لانهم عائدون …صح كلامك ، وثالث يقول ان بعض الشر اهون سانتخب…صح كلامك، ولكن من سياخذ ما بنى عليه اماله ؟
والسؤال هل هنالك كتلة جديدة بكل عناصرها من رئيسها الى اعضائها استطاعت ان تتنافس مع الاقوياء؟ كلا لا يوجد ، هنالك مرشحين جدد يتصفون بالنزاهة حسب ما يدعي من يعرفهم ، ولكن ماذا نقول لانضوائهم تحت خيمة فيها من الفاسدين ما تفوح رائحتهم الكريهة ؟ اليست هذه تكفي بعدم انتخابه .
والقدماء يعدون الناخبين ولا اعلم لماذا لا يذكرون ماذا قدموا خلال تواجدهم على كراسي المناصب اللعينة ؟
وبين هذا وذاك لتاتي اجهزة الانتخابات لتحكي فصل من فصول الانتخابات ، انها ترفض الكثير من الناخبين لاسباب تدخل ضمن عجائب الدنيا الاربع والاربعين مع علي بابا .
مشاهد تفتيش رئيس الوزراء وحمل عجوز لتشارك بالانتخابات ومشاركة معوق وغيرها اصبحت مشاهد مالوفة لا اقول انها سلبية او ايجابية بل اقول عادية .
والتفكير المذهبي والقومي حاضرا بين بعض ان لم يكن اكثر من بعض المواطنين وهذا يؤثر على المحافظات المتعددة المذاهب والقوميات اما المعروفة بمذهبها فلا يعني نسبة المشاركة فيها شيء لان جميع اعضائها من مذهب واحد فيبقى تسلسلهم في النتائج وهذا بحد ذاته لا يؤثر على ما سيحاول ان يقدمه الفائز بالانتخابات .
المشكلة ليست بالانتخابات ولا بالمواطن ولا بالمرشح بل بالقانون الانتخابي الذي تكررت المطالبة بتعديله تكرارا ومرارا ، وحتى ان بيان المرجعية بخصوص الانتخابات اشار الى وجوب ضمان عدالة الانتخابات بعدم الالتفاف على اصوات الناخبين ، ولكن هذا سوف لا يتحقق فقد التفوا على صوت الناخب قبل ان ينتخب بحجة عدم تحديث المعلومات بالرغم من ان المفوضية اعلنت بالنسبة للذين لم يحدثوا معلوماتهم جلب مستمسكاتهم ويستطيعون ان ينتخبوا وهذا لم يحصل ، وتجد عائلة نصفها محدثة والنصف الاخر غير محدث مع العلم انهم سوية قاموا بالتحديث ، اضافة الى الالتفاف على الاصوات بعد اعلان النتائج ، واخر يطالبونه بالبطاقة الجديدة فيقول لهم لم استلمها فيقولون له ان الجهاز يقول انك استلمتها فصدقوا الجهاز وكذبوا الناخب حتى انهم منعوه من الانتخاب، واخر لم يسلموه البطاقة بحجة انها غير كاملة تخيلوا اربع سنوات لم يتم اكمالها .
اليست هذه مفاسد في العملية الانتخابية نفسها ؟ فهل سنرمي باللائمة على من نصحنا بالمشاركة ؟
كل هذا ونحن نرضى به فكيف بالتدخلات الخارجية التي يكون لها يد في الفرز والعد ؟ نحن لا نشعر بالياس بل نشعر بالالم ، لماذا تحدث هذه الامور لشعب ضحى بالغالي والنفيس من اجل وطنه ومقدساته .