سعر النفط والتوازن المطلوب

1

 
 
هيثم العايدي
 
” .. إذا كان سعر النفط المرتفع هو خبر جيد للمنتجين، حيث إن العوائد المرتفعة ستسمح بخفض العجز بالميزانيات ودعم الاحتياطات المالية .. إلا أن ما ينبغي وضعه في الاعتبار التجربة السابقة عندما بلغ السعر 150دولارا للبرميل وكانت التكهنات تتحدث عن بلوغه 200 دولار حدث الانهيار المفاجئ مع زيادة الإمدادات ودخول النفط الصخري على الخط لينخفض السعر إلى 20 دولارا ويدخل المنتجون في دوامة اقتصادية ما زالت آثارها باقية.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في نهاية تعاملات الأسبوع أدى تلميح روسي إلى احتمالية زيادة تدريجية في إنتاج النفط إلى انخفاض أسعار الخام، حيث أقفل سعر مزيج برنت على 78.63 دولار للبرميل بعد أن كسر حاجز الـ80 دولارا فى وقت سابق فيما بلغت العقود الآجلة للخام الأميركى 70.60 دولار للبرميل، فيما يبدو أن الخام يبحث عن نقطة توازن يريدها كل من المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
فقد قال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك يوم الخميس إن القيود المفروضة على إنتاج النفط قد تُخفف “تدريجيا” إذا رأت أوبك والمنتجون من خارجها فى يونيو أن السوق تستعيد توازنها متحدثا أيضا عن توافق مع السعودية بصفتها أحد أهم كبار المنتجين.
بدورها أكدت السعودية أنها قد ترفع إنتاجها النفطي لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات.
وجاءت هذه التصريحات ـ التي تشير إلى تغيير في اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية وغيرها من كبار منتجي النفط، وأبرزهم روسيا على خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام ـ بعد أن عبرت بعض أطراف السوق عن القلق في شأن نقص محتمل في النفط في ظل تراجع الإنتاج في فنزويلا وبعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران .
وإذا كان سعر النفط المرتفع هو خبر جيد للمنتجين، حيث إن العوائد المرتفعة ستسمح بخفض العجز بالميزانيات ودعم الاحتياطات المالية .. إلا أن ما ينبغي وضعه في الاعتبار التجربة السابقة عندما بلغ السعر 150 دولارا للبرميل وكانت التكهنات تتحدث عن بلوغه 200 دولار حدث الانهيار المفاجئ مع زيادة الإمدادات ودخول النفط الصخري على الخط لينخفض السعر إلى 20 دولارا ويدخل المنتجون في دوامة اقتصادية ما زالت آثارها باقية.
أما المستهلكون الذين يبحثون عن أسعار منخفضة فبالتأكيد هم سعيدون أكثر بوفرة وتنوع الإمدادات رغم “التقلبات التي يشهدها السوق.
وأول من يسعى إلى الإبقاء على أسعار النفط منخفضة هو المستهلك الأميركي الذي يواجه انتخابات تجديد نصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل أي بعد اجتياز موسم الصيف الذي تبلغ فيه قيادة السيارات ذروتها وبالتالي فإن السياسي الأميركي الراغب في الإبقاء على مقعده في الكونجرس يريد أن يمر الصيف دون وجود أعداد كبيرة من السيارات في محطات الوقود.
وفي حين يمتلك المستهلك الأميركي ورقة النفط الصخري الذي ينشط مع ارتفاع أسعار النفط إلا أن التوسع في التنقيب عنه يزيد من تكاليف شركات النفط الأميركية التي باستطاعتها تحقيق أرباح أكبر إذا وجهت تركيزها على النفط الرملي.
والمنتجون يعلمون أن العودة إلى سعر الـ150 دولارا بات من ضروب الخيال على الأقل في المنظور القريب ولكن الأمر يتطلب العمل للإبقاء على التوازن الذي يحقق للمنتجين غايتهم دون إثارة مخاوف المستهلكين.
 
هيثم العايدي

التعليقات معطلة.