جميل عبدالله
صناعة وحش والخلاص منه بالقتل . يجيئ أوان الانتقال الى مجموعة ملاحظات ينصب معظمها على منطق هذه الحرب من نوع جديد التي اسموها الحرب ( غير المتوازية ) , مع أن اصحابها ينزعون عنها المنطق ويلحقونها بالجنون . إن الاتهام من اللحظة الاولى تحت الصدمة والذهول , وقبل التحقيق والتدقيق , توجه الى ( أسامة بن لادن ) الذي يتخذ من قندهار جنوب شرق أفغانستان بؤرة يدير منها تنظيمه السري الذي يعرف بأسم ( القاعدة ) . وتنظيم القاعدة قصة تعرف عنها الولايات المتحدة واصدقاؤها في المنطقة اكثر مما يعرف أي طرف آخر , فهي فكرة لها علاقة بسياسة أمريكا في زمن الحرب الباردة , والحاصل ان المخابرات المركزية الامريكية كانت صاحبة الفكرة فيها , وغايتها التحريض على أثارة القلاقل للاتحاد السوفياتي السابق في المنطقة الحساسة والقريبة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي والملاصقة لافغانستان . وكانت حرب استنزاف الاتحاد السوفياتي , بعد حرب التحريض عليه , تخطيطا امريكيا واشرافا باكستانيا وتمويلا خليجيا ( سعوديا في اكثره ) , ومشاركة عربية متعددة الاطراف فيها من قدم السلاح والعتاد وفيها من قدم المجندين والمتطوعين الذين اعتبروا أنفسهم مجاهدين ضد الالحاد . وفي حين ان العدو الحقيقي للعرب والمسلمين كان الاغتصاب الاسرائيلي في فلسطين . وكان تنظيم القاعدة هو القيادة التي وضعت تحت تصرفها كل أمكانيات التكنولوجيا الامريكية وكل المقدرة العسكرية الباكستانية وكل التبرعات الخليجية والسعودية ( صندوق دوار فيه دائما 500 مليون دولار ) . وكل نشاط التسليح والتجنيد المصري والسوري والمغربي وحتى الفلسطيني , بما وصل مجموعه الكلي على مساحة خمس سنوات الى قرابة خمسين ألف شاب مسلم , وقد درب هؤلاء جميعا بشكل جيد وبكل جد , وشحنوا بطاقة أيمان مشبوبة بالنار . واخيرا انقلبوا من كتائب جهاد اسلامي الى عصابات أرهاب اجرامي . وكانت سيناريو المخابرات الامريكية في صناعة اسامة بن لادن ( وحش الارهاب ) الى قتله لسد ماء الوجه امام الشعب الامريكي والمجتمع الدولي . والسيناريو الثاني اليوم هي قصة داعش , لا تختلف كثيرا عن سابقتها . نفس الصناعة والغاية منها ايضا الحرب الباردة لأن روسيا تدعم سوريا وايران تدعم سوريا والعراق ايضا . وحجة أمريكا بتضخيم اعلامي لداعش وخطر داعش في المنطقة وعلى البعد المستقبلي خطر على امريكا والغرب , والدفاع عن العراق من خطر داعش …….. تصوروا حجم المؤامرة في منطقة الشرق الاوسط وتجيش جيوش العالم كله من اجل القضاء على داعش والارهاب الاسلامي . هذه المنظمات الارهابية هي من صناعة المخابرات المركزية الامريكية في انتاج الافلام الهوليودية على رؤوس شعوب المنطقة .
اليوم انتهى خطر داعش في منطقة الشرق الاوسط , بعدما قلبوا المنطقة رأسا على عقب وحرقوا ودمروا كل خيراتها , بأنتهاء مهمة داعش لخطوطها ارهابية , ولملمة ما تبقى من هولاء المرتزقة القتلة بأتفاق شبه دولي سري لأخراجهم الى مواطنهم آمنين بأستقبال حار . يا ترى من هم الارهابيين ؟؟ ومن هم الذين يكافحون الارهاب ؟؟ وما هي قصة التحالف الدولي لمكافحة الارهاب !!!