كتب/ سيف اكثم المظفر…
من غير المنطقي في وضع مثل العراق، ان يتكهن أحد بمشهد التحالفات القادم، بعد انتخابات 12 أيار 2018، أفرز قوى متقاربة بالقوة ومتعددة التوجهات، مما شكل عقبة كبيرة في رسم منحنى التحالفات، في منطقة تشهد صراعاً اقليميا ودوليا على اوجه، خصوصا بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي الايراني، قابله خطوات ايرانية متعددة كان العراق مركزها.
صراع التنين، بين انفجار كدس للعتاد في مدينة الصدر، واحتراق مخازن وزارة التجارة الذي تستخدمه المفوضية الانتخابات كمخازن لصناديق الاقتراع، يعكس مشهد تصاعدي للصراع المحتدم بين الفرقاء السياسيين، وطريقة تعاطيهم مع المشهد السياسي العام، من خلال الضغوط الشعبية والسياسية.
التحالف الذي أعلن عن بيانه الاولي، و الذي جمع الوطنية والحكمة وسائرون، ثم أعقبه إعلان فتح وسائرون، جعل الصورة التحالفية أكثر وضوحا، والذي جسد انها؛ لن تختلف كثيرا عن الحكومات السابقة، وقد تؤدي الى سياق المحاصصة بثوب جديد.
تسارع الأحداث في رمال السياسة المتحركة، لن يقف عند محطة واحدة، قطار متحرك على خطين متوازيين الأول امريكي والثاني إيراني، من الصعب أن يستقر، فالذي يصعد من اليمين قد يفقد آخر من اليسار، فالمحطات تعددت والقطار واحد.
تشكيل الحكومة المقبلة، سياخذ ثلاث سيناريوهات:
-الاول هو الحكومة الوطنية الابوية، وهذه بدات تفقد تحركاتها، بعدما فقدت البوصلة الوطنية الخالصة واصبحت تخلط بين الاذرع المتخاصمة، لتكون تحالف لا يختلف كثيرا عن التحالف الشيعي السابق(التحالف الوطني).
-الثاني هو التحالف العابر للطائفية، والذي يرتكز على القوى الكبيرة من جميع المكونات والتي تتحد مقابل معارضة من جميع المكونات، وهذا حلم نتوق لتحقيقه، لكنه صعب المنال.
-الثالث هو معارضة بقيادة الحكمة وبعض القوى الوطنية، يقابلها حكومة محاصصة مفصلة على تفصيلة بول بريمر الذي وزع المناصب على المكونات بشكل طائفي لن يخدم العراق، حيث ولد تحالف كردستاني مقابل تحالف سني لمواجهة التحالف الشيعي، وهذا هو السيناريو الاقرب للواقع و لاربع سنوات قادمة بأقنعة جديدة لوجوه قديمة وصراع تسقيطي لن ينتهي