تحقيق امريكي يكشف “اغراء” سليماني لقادة إقليم كوردستان لتنفيذ مخططه

2

نشرت صحيفة “نيويوركر” الأميركية الواسعة الانتشار تحقيقًا موسعًا عن دور الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني في سوريا.

واعتبرت الصحيفة أن الحرب هناك وضعت المشروع الإيراني في المنطقة على المحك، فكان سليماني الخيار الأول لخوض المعركة اليائسة حتى لو كان الثمن صراعًا مذهبيًا يلفّ المنطقة لسنوات.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول عراقي قوله “سليماني قال لنا إن الإيرانيين سيقومون بما هو ضروري، لسنا مثل الأميركيين، لا نتخلّى عن أصدقائنا”.

في العام الماضي، طلب سليماني من القادة الكورد في العراق السماح له بفتح طريق إمداد عبر إقليم كوردستان إلى سوريا. لقد أمضى سنوات طويلة وهو يغري الكورد ويرشيهم في محاولة للتعاون مع خططه، لكنهم هذه المرة رفضوا طلبه.

يقول سليماني لأحد السياسيين العراقيين “الجيش السوري لا ينفع!” ويتابع “أعطني كتيبة من الباسيج يكون باستطاعتي احتلال البلد بكامله”. مع اشتداد المعارك وتحقيق المعارضة السورية مكاسب كبيرة على الأرض، بدأ سليماني بالسفر بشكل مستمر إلى سوريا ليتمكن شخصيًا من إدارة التدخل الإيراني. وقال مسؤول دفاعي أميركي “إنه يقود الحرب شخصياً”.

في دمشق، يُقال إن سليماني يعمل من مركز قيادة محصّن بشكل كبير في أحد المباني غير المعروفة، حيث يعاونه عدد كبير من القادة من جنسيات مختلفة: قادة الجيش السوري، قائد من “حزب الله”، ومنسق عمليات الميليشيات الشيعية العراقية، الذين جنّدهم سليماني وزجهم في المعركة.

وبما أن سليماني لم يحصل على “الباسيج”، فقد رضي بأفضل الممكن الجنرال حسين حمداني، نائب القائد السابق لـ”الباسيج”، ورفيقه السابق في الحرب الإيرانية العراقية، الخبير في إدارة عمليات الميليشيات غير المنظّمة. واستنادًا إلى ماغواير، فإن سليماني أدار معركة القصير بأكملها.

مسيرته العسكرية

وعلى الرغم من العمل الصعب لسليماني، فصورته لدى الإيرانيين هي صورة بطل الحرب الذي لا عيب لديه، مخضرم حائز على أوسمة عديدة خلال الحرب الإيرانية العراقية، التي رقي خلالها إلى قائد فرقة على الرغم من كونه في العشرينات من العمر حينها.

وعلى الرغم من عدم تقدمه في العلوم كثيرًا، إلا أن مسؤولاً عراقياً سابقًا قال عنه لـ”نيويوركر” “إنه داهية، واستراتيجي ذكي مخيف”. وأدواته التي يستخدمها تتضمن دفع مكافآت إلى السياسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتخويفهم عند الحاجة، والقتل كآخر الوسائل.

استناداً الى مسؤولين غربيين، أطلق “حزب الله” و”فيلق القدس” في العام 2010 حملة جديدة ضد أهداف أميركية وإسرائيلية في رد انتقامي على ما يبدو ضد الحملة على البرنامج النووي الإيراني التي تضمنت هجمات قرصنة عبر الانترنت وعمليات اغتيال لعلماء نوويين إيرانيين. ومنذ ذلك الحين، نظّم سليماني هجمات في أماكن بعيدة مثل تايلاند، نيودلهي، لاغوس ونيروبي على الأقل 30 محاولة خلال السنتين الماضيتين وحدهما.

أكثر هذه المحاولات شهرة كانت مؤامرة في العام 2011 لاستئجار خدمات شبكة تهريب مخدرات مكسيكية لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة وهو يتناول الطعام في أحد المطاعم. وتبيّن أن عميل شبكة تهريب المخدرات الذي توّدد إليه عميل سليماني، ليس سوى مخبر لدى “وكالة مكافحة المخدرات الأميركية”. ويبدو أن “فيلق القدس” أقوى في الأماكن القريبة من إيران، حيث فشلت خطط عديدة بعيدة”.

في العام 1979، عندما كان سليماني في الـ22 من العمر، أطيح بنظام الشاه، ونتيجة تحيّزه إلى الثورة، انضم سليماني إلى الحرس الثوري، وترقّى في صفوفه بسرعة. وكحرس شاب، أرسل سليماني إلى شرقي غرب إيران حيث ساعد على قمع انتفاضة نظّمها الكورد.

وأرسل سليماني إلى الجبهة العراقية الإيرانية في مهمة تأمين المياه للجنود هناك، ولم يغادر الجبهة مطلقاً. وقال “دخلت إلى الحرب بأمر مهمة لـ15 يوماً، وانتهى الأمر ببقائي حتى نهاية الحرب”.

واكتسب سليماني سمعة الشجاعة والحماسة، خاصة بعد قيامه بمهمات استطلاع خلف خطوط العدو العراقي. وكان يعود من عدد من المهمات حاملاً معه عنزة يقوم جنوده بذبحها وشيّها. وأصبح يعرف سليماني عبر أثير الإذاعة الإيرانية بـ “سارق الماعز”.

التعليقات معطلة.