يشعر كثيرون بالدوخة نتيجة أسباب مختلفة، ولكن الأغلبية قد تتجاهل ذلك الشعور بمجرد زواله. وقد يرجعها البعض إلى عدم النوم الجيد، أو عدم تناول الطعام طوال اليوم. بالفعل، قد تكون تلك ضمن قائمة الأسباب للشعور بالدوخة، ولكن يجب مراعاة أنها ربما تكون مؤشرًا لخطر أكبر على الصحة.
الدوخة.. أنواع وأسباب
ووفقًا لدراسة نشرها موقع فالدوخة أو دوار الرأس، هو احساس شائع بين الكثير من الناس، وهو الشعور بالدوران في محيط الشخص. ويمكن أن يحدث بسبب حركة الرأس، أو قد يكون من أعراض السكتة الدماغية.
وبحسب الباحثين، تعد حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالدوخة منتشرة بكثافة في الولايات المتحدة الأميركية. وتحدث الدوخة لدوافع مختلفة، قد لا يجد الأطباء تشخيصا محددا لها. وحسب الدراسة، توجد أسباب للدوخة ناتجة عن أمراض القلب أو مشاكل ضغط الدم، وقد تحدث بسبب الإصابة بنوبة قلبية أو عدم انتظام ضربات القلب، أو ضعف عضلة القلب أو اعتلالها أو السموم أو العقاقير التي تؤثر على معدل أو قوة تقلصات القلب. وبحسب الموقع، قد يكون السبب أيضا حدوث ارتفاع شديد في ضغط الدم أو انخفاضه، إذ من بين أسباب انخفاض ضغط الدم أمراض القلب والنزف، وفقر الدم. وكذلك هناك الدوخة الناتجة عن أمراض الدماغ، والتي قد تحدث بسبب السكتة الدماغية أو الورم أو الصداع، والصداع النصفي، وأيضا فقدان أو نقص إمدادات الدم إلى الدماغ مثل: الإغماء، والخرف. وتكون أكثر شيوعًا مع الأدوية الخاصة بضغط الدم، أو مدرات البول، والمهدئات، ومضادات الاكتئاب، ومسكنات الألم، وبعض المضادات الحيوية.
أعراض خطرة
تقرير نشره أشار إلى بعض العلامات التي قد تصاحب الدوخة، وتدل على وجود خطر على الصحة، يستوجب الانتباه والذهاب للطبيب، من بينها الصداع المفاجئ، والشعور بآلام في الصدر، والصعوبة في التنفس، والاحساس بالضعف، وحدوث إغماء، وكذلك أن تكون ضربات القلب سريعة أو غير منتظمة، أو الغثيان، والشعور بصعوبة في المشي.
الدوخة المميتة
دراسة أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأميركية، كشفت عن أن نوبات الدوار التي تحدث بعد الوقوف لبضع دقائق، قد تكون تحذيرًا لمرض خطير في الجهاز العصبي، واحتمال لخطر الوفاة المبكرة.
الدراسة التي نشر نتائجها الموقع الطبي الأميركي أرجعت السبب وراء هذا الدوار، إلى حدوث تراجع تدريجي في ضغط الدم، ناتج عن فشل الجهاز العصبي فىي ضبط ضغط الدم.
قائد فريق البحث والأستاذ المشارك في علم الأعصاب في كلية الطب في جامعة هارفارد، الدكتور كريستوفر جيبونز، أشار إلى أن حوالي 29 إلى 64 في المئة ممن يعانون من انخفاض في ضغط الدم، لقوا مصرعهم خلال الدراسة التي استمرت لمدة 10 سنوات، وهو ما يتوقف على مدى حدة الدوار. ورأى جيبونز، أن هناك أسبابًا أخرى وراء الدوار، مثل مرض السكري، والجفاف، ومشكلة الأذن الداخلية أو أدوية ضغط الدم، لذلك فإن الدراسة لا تعني أن ينتاب القلق كل شخص يشعر بالدوار.
العلاج ممكن
تقرير نشره موقع الطبي، ذكر أن مشكلة الدوخة غالبًا ما تحدث بسبب حالة تسمى داء “BPPV”، تقع عندما تنفجر جزيئات بلورية صغيرة في الأذن الداخلية وتعطل إحساس الجسم بالمكان، كاشفًا عن طرق مختلفة يمكن من خلالها علاج الدوخة.
ومن تلك الطرق تمارين التوازن، وتتم تحت إشراف طبيب، حيث يتم تحويل جسيمات الأذن الداخلية الرقيقة جدًا إلى مناطق لا تفسد توازنها. ويمكن علاجها أيضا باستخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الهيستامين، التي تقمع الإشارات غير الدقيقة من الأذن الداخلية، وتعمل مدرات البول على تقليل تراكم السائل الداخلي للأذن، ويتم تناول الستيرويدات عن طريق الفم لمكافحة التهاب الأذن الداخلية.
ووفقًا للموقع، فإن الجلوس أو الاستلقاء عند الشعور بالدوار، يمنح الدماغ معلومات أكثر حسية حول موضعك، وعندما يصبح الوضع مستقرًا، تتوقف الدوخة، فيجب التتنفس بعمق، وضبط العين بالنظر على أبعد بقعة يمكن أن تشاهدها لمساعدة الدماغ على إعادة التوازن، للتخلص من الدوخة في بضع دقائق.