تداول السلطة

1

 

جميل عبدالله

الخطأ الذي أرتكب من خلال العملية السياسية بين الاحزاب والكتل السياسية في العراق , هي كيفية أنتقال السلطة وتداولها بشكل سلمي معزز بالمفهوم الحقيقي للديمقراطية .
لكن دراسة علم الاجتماع وتحليل بنية المجتمع العراقي , والظروف المحيطة به , والبيئة القاسية بتجاربها , ومسيرة الايديولوجيات العلمانية والثيوقراطية التي مورست بشكل خاطئ على عقول المجتمع العراقي وانعكاساتها ونتائجها , نضعها كلها بالحسبان على مفهوم قساوة المجتمع العراقي وعلاقته بمفهوم ممارسة الديمقراطية .
تعد السلطة أداة عامة أو مورداً عاماً في المجتمع , ولا بد من تقسيمها او تحديدها , ولكن لابد ايضا من إظهارها , كما ان لديها وظائف جماعية وتوزيعية , فهي القدرة على حشد موارد المجتمع لتحقيق التزام ” عام ” .
ان السلطة ليست ثابتة أو متعلقة بمكان معين داخل المجتمع , ولا تحتكرها مجموعة ما أو شخص ما , فشأن السلطة أكثر مرونة , من حيث انتقالها من جماعة الى اخرى ومن قرار الى آخر . ويعد القادة المنتخبون في المجتمعات الصناعية الديمقراطية الغربية أمناء على السلطة , فهم يحتكرون السلطة التي منحهم المجتمع إياها , ولذلك يمكن أن نقول : ان السلطة تنتقل من المجتمع الى القادة المنتخبين لاستخدامها في الاغراض التي حددها كل فرد في المجتمع . وقد تأثرت هذه الفكرة بالفكرة الوظيفية العامة القائمة على الموافقة الجماعية , أي الأيمان بأن أفراد المجتمع لديهم رؤية جماعية تجاه اهداف مجتمعهم وتجاه كل النشاطات الموجهة نحو هذه الاهداف المشتركة , على العكس من قادتنا المنتخبين الذين يضعون رؤية مصلحة كل نائب منتخب امامه , وبخلفهم تضيع مصالح الشعب واحلامه .
أغلبية احزابنا والكتل الحديثة التكوين , التي جاءت بعد الاحتلال ليس لديها تجربة او ممارسة في ادارة الدولة , وحتى في ممارسة التربية الوطنية الحزبية في حركتها بين المجتمع . وعلاوة على ذلك التسابق في الوصول الى الى سلة الحكم واغتنام مقاعد اكثر في السلطة , جاءت بطرق غير نزيهة واستخدام سرقة أصوات الانتخابية للمجتمع , أي ان الوسيلة والغاية غير سليمة , أي ان العلاقة بين هذه الاحزاب والمجتمع مبني على الغش , فكيف العلاقة بين الاحزاب نفسها ؟ التي مليئة بالشك وعدم الثقة , فلهذا وجب على كل حزب ان يؤسس مليشته حتى يصر على بقاء حزبه واستمراره بين الذئاب الذي على نفس الشاكلة .
من المضحك في العراق هو مفهوم انتقال السلطة , والعكس هو الصحيح , لأن السلطة لا تنتقل وهي ثابتة وعجلات الديمقراطية مقيدة الحركة بين الاحزاب واعتبارها ” شعار على الجدران ” فقط .
هدف الاحزاب الثيوقراطية في العراق التشبث في السلطة حتى يدخرونها لمصالحهم الشخصية , والسلطة عندهم هي ” المال ” وتجيير اموال الشعب لاغراضهم الشخصية وتخدير الشعب بالكلام المعسل تاريخياً , لا تداول السلطة بين المجتمع وحركته , انما السلطة تأتي عن طريق الخلافة , وهذه الفكرة هي السائدة ” ما نطيه ” .

التعليقات معطلة.