شهد اليوم الأول من الدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا مفاجأةً جديدة بخروج أكثر المنتخبات تتويجاً في تاريخ البطولة، وأكثر المنتخبات ترشيحاً لنيل اللقب، على يد بلجيكا الطامحة إلى إحراز لقبها الأول في البطولة، متسلّحةً بجيلٍ ذهبيّ من اللاعبين تمكّنوا من الإمتاع على طريقة البرازيل أمامَهم، ليقصوا بذلك راقصي السامبا وينتحلون صِفتهم فيما تبقّى من البطولة. وعلى الجانب الآخر، تفادَت فرنسا مصير نظرائها الكبار وتمكّنت من خطف فوزٍ مقنعٍ على الأوروغواي “الجريحة” بعد فَقدها أهمّ أسلحتها الهجومية “كافاني” بسبب الإصابة، لتبقى هي المرشحة الأوفر حظّاً لنيل لقبها الثاني في هذه البطولة.
فرنسا تقضي على الأوروغواي وتقترب من الحلم
اقترب المنتخب الفرنسي من تحقيق حلمه والصعود إلى منصات التتويج من جديد لرفع كأسه الثانية في بطولة المونديال، حيث باتت تُبعده عن النهائي مباراة واحدة فقط عن معانقة المجد.
ففي مباراتها في ربع النهائي، تمكّنت فرنسا من تفادي المفاجآت ومصير الكبار في هذه البطولة، فدكّت شباك الأوروغواي بثنائية سجّلها المدافع “المدريدي” رافاييل فاران في الدقيقة 40 والمهاجم أنطوان غريزمان في الدقيقة 61 بعد خطأ قاتل من الحارس الأورغوياني “موسليرا” الذي ساهم بدخول الكرة في مرماه.
وكان لافتاً ومؤثّراً غياب نجم الأوروغواي ادينسون كافاني عن اللقاء، بسبب اصابته أمام البرتغال، وهو ما حرم منتخبَه من إحدى أبرز نقاط قوّته وأعطى فرنسا أفضلية كبيرة عليه.
وبهذا الفوز والتأهل، عادت الديوك الفرنسية للمربع الذهبي بعد غياب دام 12 سنة، حيث وصلت عام 2006 إلى النهائي وخسرت بطريقة درامية أمام إيطاليا بعد الوصول إلى ركلات الترجيح والطرد الشهير للنجم زين الدين زيدان.
وعلى الرغم من خروج الكبار من هذا البطولة، إلّا أنّ طريق فرنسا نحو اللقب لن يكون سهلاً، إذ ستواجه منتخب بلجيكا المدجّج بالنجوم التي أقصت البرازيل ومنعتها من الاستمرار في البطولة الأغلى، إلّا أنّ اسم فرنسا وخبرتها قد تُعطيها الأفضلية على منافسيها.
بلجيكا تفجّر مفاجأة جديدة وتُقصي البرازيل بـ”إمتاع”
وفي المباراة الأخرى التي شهدها هذا اليوم، فاجأ المنتخب البلجيكي الجميع بفوزه على البرازيل وإقصائه لراقصي السامبا بعد شوطٍ أوّل أدّاه رفاق روميلو لوكاكو بأداءٍ في القمّة، وتوّجوه بهدفَين نظيفَين سجّلهما اللاعب البرازيلي “فيرناندينيو” في شباكه عن طريق الخطأ، والنجم البلجيكي كيفن دي بروين.
وعلى الرغم من اعتقاد الجميع أنّ البرازيل ستستسلم بعد شوطها الأول المخيّب، والذي شهد تضييعاً لكمٍّ كبير من الفرص السهلة، تمكّن رفاق نيمار من دخول الشوط الثاني بقوّةٍ وسيطرة تامّة، إلّا أنّهم عجزوا عن فكّ شيفرة الدفاع البلجيكي إلى أن قام المدرب البرازيلي “تيتي” باستهلاك كلّ تبديلاته المتاحة، لِتُثمِرَ هدفاً في الدقيقة 76 عن طريق آخر بديل “ريناتو أوغستو”.
ولم يستطع “راقصو السامبا” أن يضيفوا هدفاً آخراً يعدّل الأرقام ويذهب بهم إلى الأشواط الإضافية، فعلى الرغم من استمرار سيطرتهم، اصطدموا بسدّ بلجيكا المنيع، الحارس تيبو كورتوا، وبِتسرّع نيمار ورفاقه الّذين فقدوا الكرات بشكلٍ غريب ومتسرّع.
وكان لافتاً في اللقاء أداء اللاعبَين ايدين هازارد وناصر الشاذلي، إذ تمكّن الأول من لعب أفضل مبارياته في المونديال وفي الفترة الأخيرة، فاستطاع أن يُربِك الدفاع البرازيلي بسرعته حتى الدقيقة 95، فيما كان واضحاً أثرُ الشاذلي على أداء البلجيك بشكلٍ عام، بعد المباراة المخيّبة أمام اليابان، والتي أنقذهم فيها بنفسِه.
وباختصار لهذه المباراة، يمكننا القول أن بلجيكا تمكّنت من “رقص السامبا” بطريقةٍ مميّزة أمام البرازيل المشهورة بهذه الرقصة، فاستعارت منهم الإقناع والإمتاع مع الفوز، لتُصبح قابَ قوسَين أو أدنى من الوصول إلى نهائي البطولة.
وبهذه النتائج، بات أوّل لقاء في نصف النهائي واضحَ المعالم، حيث سيلعب “الديوك الفرنسية” أمام بلجيكا في مباراةٍ تعد بالكثير من الإثارة والمتعة، فالمنتخبان أثبتا علوّ كعبَيهما على بقيّة المنتخبات، وكلاهما يتمتّعان بجيلٍ ذهبيّ من اللاعبين، فالأول يقوده الشاب كيليان مبابي، فيما يعتمد الثاني على لاعبيه المتألقين في مباراة اليوم.