في إشارة تحمل دلالة رمزية بخصوص تنامي قوة تنظيم داعش الذي هزمته القوات العراقية عسكرياً أواخر العام الماضي والاستعداد لمواجهته من جديد، ظهر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، خلال زيارة له إلى محافظة ديالى (56 كم شمال شرقي بغداد) وهو يرتدي الزي العسكري.
والتقى العبادي في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، القيادات الأمنية والعسكرية إثر حصول كثير من الخروقات في الطرق الرابطة بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك التي تمثلت بعمليات الاختطاف ونصب السيطرات الوهمية والهجمات المسلحة من قبل عناصر داعش.
وطبقاً لبيان صدر عن مكتبه، فقد وجه العبادي بمضاعفة الجهد الاستخباري والملاحقة المستمرة لخلايا الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة.
ومن ناحية ثانية، كشفت صحيفة الشرق الاوسط، أن ضغوطاً إيرانية لإخراج الخبراء والمستشارين الأميركيين الذين يبلغ عددهم أكثر من 5 آلاف خبير ومستشار في وقت لم يكتمل فيه بعد الجهد الاستخباري العراقي لمواجهة متطلبات الحرب الجديدة من تنظيم داعش التي هي طبقاً لخبير عسكري واستراتيجي عراقي من نوع مختلف.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدر عراقي أن “العبادي يواجه ضغوطاً إيرانية لعدم تجديد الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية عام 2008 على عهد ولاية رئيس الوزراء السابق الأولى، كما أنه يواجه أيضاً بإخراج المستشارين والخبراء الأميركيين”.
ويرى المصدر العراقي بحسب الصحيفة أن “إيران زجت بهذا الطلب في وقت حرج الآن لجهة كون العبادي لا يريد أن يتقاطع مع إيران التي يحتاج إلى رضاها في صراعه مع خصومه وشركائه معاً لنيل رئاسة الحكومة المقبلة، كما أنه لا يستطيع المجازفة وإخراج الخبراء والمستشارين الأميركيين أو عدم التجديد للاتفاقية الأمنية لسببين متلازمين؛ وهما أولاً حاجة العبادي إلى عدم التقاطع مع الأميركيين كون كفتهم هي الراجحة في ميل هذا المرشح دون ذاك لرئاسة الحكومة، وثانياً لسبب موضوعي وهو أن العراق ليس جاهزاً تقنياً بعد على مستوى مواجهة (داعش) دون الجهد الأميركي الساند على كل المستويات”.