“من فضلك، لا تقرأ التغريدات ورقبتك منحنية، فذلك قد يؤدي إلى مشاكل وألم في الرقبة”.
هذه التغريدة يضعها استشاري جراحة العظام والكتف الدكتور عمر العوفي على صفحته بموقع “تويتر”، ويلصق عبارة أخرى أدنى صورته الشخصية يقول فيها إنّ حسابه يسعى “لاختراق تفكيرك وتحويلك لإنسان سعيد”.
تتسق التغريدة مع الكثير من المتابعين الذين وجدوا ضالتهم فيها، وبعثوا مئات الاستفسارات التي ردّ العوفي على بعضها بأنّها تحتاج لفحوص سريرية. ومن المعلقين كان الحمراني التميمي، الذي وصف التغريدة بأنّها “لفت نظر إلى بديهية واقعية هي الأولى بطرحها ونقاشها بدلاً من اعتبارها مسألة شخصية”.
مشاكل صحية
خلصت دراسة علمية حديثة أجرتها “جمعية العلاج لتقويم العمود الفقري البريطانية” إلى أنّ الإفراط في استخدام الهواتف يسبب مشكلات صحية لما يقرب من 45 في المئة ممن هم دون سن الثلاثين. ونشر موقع “مركز علاجي المتكامل” على الإنترنت، تقريراً مفصل عن الدراسة التي قالت إنّ “المضاعفات التي يتعرض لها الضحايا تشمل الآلام الحادة في الظهر والرقبة”.
التقرير أشار إلى الارتفاع السنوي لهذه الأعراض بنسبة 28 في المئة، نظراً إلى أنّ الرقبة تعد أكثر أجزاء العمود الفقري حركة، وتحمل 15 في المئة من وزن الجسم، إلا أنّها تحظى بحماية أقل من بقية أجزاء العمود الفقري، إلى جانب اختلافها عن الفقرات الصدرية المثبتة بالضلوع، ما يجعلها أكثر تعرضاً للألم واحتمالات الإصابة بالأضرار الصحية.
تجربة حيّة
“بدأ الأمر بصداع قوي ومستمر لأيام طويلة، وكذلك شد متواصل في رقبتي لم يكن له نهاية، إلى أن وصل الأمر بي إلى حالات دوار، لم أكن استطيع خلالها التركيز والوقوف على قدمي”. هذا ما جاء في إفادة الشاب سباستيان بيل التي تمثل اعترافاً لواحد من ضحايا آلام الرقبة الناجمة عن التحديق في شاشة الهاتف لفترات طويلة، مع تجاهل وضعية الجلوس السليمة، ما أصابه بخلل كشف أعراضه في استطلاع أجراه موقع عن آلام الرقبة التي يسببها استخدام الهاتف المحمول.
بيل قال: “بعد مقابلة الطبيب أحالني إلى معالج فيزيائي، وأبلغني بالحاجة إلى هذا النوع من العلاج، وأكد أنّ الهاتف هو السبب الرئيسي في تلك الآلام”.
مضاعفات أخرى
دراسة أخرى أجرتها جامعة سان فرانسيسكو الأميركية ونشرها “مركز علاجي المتكامل”، تكشف نتائجها عن أنّ حوالي 53 في المئة من مستخدمي الجوالات يشكون آلاماً في الرقبة، مع تنميل وخدر، بينما يعاني نحو 83 في المئة من الذين يرسلون رسائل استفسار، من آلام الرقبة واليدين، إضافة إلى ضيق التنفس وتسرع دقات القلب والضغط النفسي.