سلط موقع “ناشونال انترست”، الضوء على قدرة الجيش الأمريكي على خوض الحروب خاصة بعد الآثار السلبية لغزو العراق عام 2003، مبينا ان الجيش الأمريكي لم يعد الأقوى في العالم.
وقال الخبير الأمني، دانييل ديفيز، في تقرير له نشره الموقع مؤخرا، ان واشنطن ستعاني إذا ما اندلعت حرب بين القوى العظمى، حيث أفاد نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال، دانييل ألين، مطلع العام الجاري، بأن ثلاثة فقط من أصل 58 من الألوية القتالية في الجيش الأمريكي مدربة بشكل كاف لخوض الحروب، ملقيا اللوم على ضعف الإنفاق العسكري.
وأضاف ديفيز، ان “الافتقار إلى المال ليس هو السبب وراء عجز الجيش عن تحديث قواته، وإنما هو هيكل القوة المتقادمة الذي حافظ عليه الجيش منذ الحرب العالمية الثانية”، حيث بين رئيس أركان الجيش الجنرال، راي أوديرنو، أن الولايات المتحدة لديها فقط لواءان مدرعان من الجيش، وألقى اللوم أيضا على ضعف الإنفاق العسكري، رغم ان ميزانية الجيش الأمريكي السنوية تقدر بـ148 مليار دولار، وهي تفوق ميزانيات الدفاع في كل من روسيا وألمانيا واليابان مجتمعة.
وفيما يتعلق بتفوق الجيشين الروسي والصيني على الأمريكي، أوضح التقرير ان الكتائب الروسية الجديدة توصف بأنها “متكاملة وقوية للغاية، وسريعة التنقل بشكل استثنائي، وهي تتكون من فرقة دبابات، وثلاث فرق مشاة آلية، وفرقة مضادة للدبابات، وبطاريتين إلى ثلاث بطاريات للمدفعية، وبطاريتين للدفاع الجوي”، كما ان القوات البرية الصينية قامت مؤخرا بإصلاح تشكيلاتها وتحديث عقيدة الجيش.
وأشار التقرير إلى انه بعد غزو العراق عام 2003، كانت القوات البرية الأمريكية تتفوق بشكل واضح على روسيا والصين، لكن تحولها إلى تكتيكات مكافحة التمرد والإرهاب بعد غزو العراق أدى إلى تدهور كبير في مهارات القتال التقليدية، والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة خسرت عقدا من الزمان عندما كان بإمكانها تحديث الجيش وإعادة تنظيمه وتحسينه.
وختم الكاتب تقريره بالقول إنه “من غير المؤكد أن يتم إلغاء تقليص ميزانية الدفاع الأمريكية في أي وقت قريب، وعلى أية حال، لا يبدو أن الجيش سيحصل على زيادة في الميزانية كما يحلو لقادته، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أكثر من اثنين أو ثلاثة من ألوية القتال الجاهزة دوما، فقد حان الوقت للاهتمام بوحدة الاستطلاع، وإعادة هيكلة الجيش الأمريكي”.