بات العالم ينتظر نهاية نشرة الاخبار فالعناوين الرئيسية لم تخرج عن متاهة الصراع والاقتتال لكن السطور الأخيرة تحمل الطرائف والغرائب فالبشرية تستضيف الكوارث والازمات بفعل انجرارها وراء السراب والخيال وهذا يفسر الطبيعة الفوضوية والعبثية للاشياء والامور فالتحول والتغيير عنصران ضروريان لبناء الحضارة لكن ما ان يفقدا قيمتهما الفكرية والفلسفية حينها لا خير في التحول ولا خير في التغيير …
كارثة وازمة وسراب وخيال وفوضى وعبث وتحول وتغيير هذا العصر هو ترامب وبطل السطور الأخيرة لنشرة الاخبار فمنذ ان تولى الزعامة في الولايات المتحدة الامريكية تراجعت اسهم وسندات الامبريالية في العالم فتصريحاته وحواراته جعلت الامم والشعوب تضحك ووقوفه على منصات التواصل وامام اعين الكاميرات لم يجلب سوى صيحات الغضب وصافرات الاستهجان فالرؤساء الذين سبقوه كارتر وريغان وجورج بوش الاب والابن وكلينتون واوباما وغيرهم تركوا البيت الابيض دون بصمات غريبة واثار غامضة وترجلوا من الحمير والفيلة البيض دون ان تركل وتنهق و تهتز الخراطيم …
ترامب خرج عن النص الامبريالي ركل الحمار وهز خرطوم الفيل وجعل من الحصان الأبيض اضحوكة القرن والمهرج الذي لا يقهر شفاه واسنان مليونية تتحرك تتمايل يسارا يمينا صعودا نزولا تغيرات وتحولات تجتاح الملامح البشرية كلما توجه ترامب لعدسة الكاميرا ..
فالفضائح تلاحق ترامب ودور النشر تتطلع لطبع المزيد من الاسرار والخفايا عنه وعيون الصحفيين تراقب سلوكه وترصد تصرفاته فما يفعله وما يصنعه لا يمت بصلة للمنطق والعقل فحكايا ترامب تسرد خيبة البيت الابيض وتعطي انطباعا عن فقدان التوازن في المجتمع السياسي الامريكي فعندما يرحل رؤساء عرف عنهم الاستقامة والرزانة في التعاطي مع الشأن الامريكي والعالمي ويأتي رئيس لا يفقه من الاستقامة والرزانة سوى ربطة عنق وكومة من الاقلام فهذا يعني ان نجم الامبريالية ايل للسقوط …
واولى علاماتها كشفت حجم الكارثة والازمة التي يعيشها العالم فعندما يطلب و يفرض ترامب اتاوة وفدية وضريبة من وعلى الدول لقاء حمايتها وبقاء زعمائها في السلطة فهذا دليل واضح انه ( شقاوة وعصابجي )( متسول وشحاذ ) هذه الصفات متأصلة بالامبريالية منذ نشوئها وولادتها الشيطانية لكنها لم تكشف في العلن عن فحوى ومضمون مشاريعها واستراتيجيتها بل كان يحدث خلف الكواليس بصور واشكال اخرى فايرادات نوادي القمار وملاهي الدعارة والشركات المنتجة للافلام الاباحية ومحاربة اقتصاد الدول وصناعة الموت في بقاع العالم لم تفلح في ملأ خزائن الامبريالية فالتحول والتغيير في حقبة ترامب تجاوز ما وراء الخطوط الحمراء استنزاف ثروات بلدان هدم نظم وحكومات تهجير ملوك وامراء بحجة الحماية والامان …
ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب