الطيب
إن الرأي العام هو حق بشري يحمله كل مواطن عربي له آراء ومواقف ضد مواضيع عديدة منها الدين، السياسة، المجتمع. لكن مع الاسف أصبحت الحرية الشخصية وإبداء الرأي ممنوعة في مجتماعتنا العربية مجتمع منقب تحت شعار الدين الإسلامي الذي طالما شوهت سمعت الإسلام ديننا السموح خلال السنوات الماضية.
إن الإعلام والصحافة هي السلطة الرابعة بعد سلطات الدولة الأخرى، لكن في مجتمعنا هذا السلطة منبوذة وغير محببة لهذا. أن أبدي رأيي في موضوع، وخاصة إذا كانت تمس الطبقة السياسية، فهذا خطر على حياتي، بل على عائلتي؛ لأنه وبكل بساطة لديه جميع الأدلة والإثباتات حول موضوع معين لشخصية سياسية مرموقة في المجتمع السياسي هذه الأدلة ستدفعه الثمن الذي سيدلي بفقدان حياته!
عن جمال خاشقجي أتحدث الكاتب السعودي الذي تحدثت مصادر تركية في إسطنبول أنه قتل في القنصلية السعودية في تركيا الذين كان مفقود في الأيام القليلة الماضية، وقالت مصادر تركية أخرى إنه قُتل بعد تعذيب، وتم تقطيع جسده ورميه، وقد صورت هذه الجريمة لتكون دليلًا على حذفه، في الحقيقة إن هذه الجريمة كانت داخل القنصلية السعودية التي تعتبر ضمن حدود وسيادة السعودية كما درسناها في الدبلوماسية، لذا تركيا حاليًا لا تستطيع فعل شي يذكر لهذه الحادثة المفبركة من جهات غير معروفة الذي يتهم بها جهات سعودية إن ولي العهد السعودي الأمير سلمان وراء هذه الحادثة المفزعة، إذ يتلقى ولي العهد السعودي انتقادات عديدة بعد تحالفه مؤخرًا مع الولايات المتحدة، وتأييده لترامب عندما قال أنتم مدينون لنا؛ لأننا من يقدم لكم الأمان، وقال حقوقيون سعوديون ينتقدون الأمير سلمان على إشادته بترامب والتعاون معه ودفع له الأموال للحفاظ علاقاتهم وأمنهم ويتهمونه بالفساد! إذ يصرحون لوسائل الإعلام أنه لا داعي لدفع الأموال التي هي من حق المجتمع السعودي ومشاريعه التنموية.
هذا الاستهداف لا يشمل خاشقجي فقط؛ فهناك كثير من الصحافيين العرب والناشطين أيضًا لا يمتلكون حرية ومساحة للتعبير عن آرائهم، واذا تخطوا حدودهم استهدفوا عبر تهديدات من جهات تعمل لمصالح شخص ما وأجبروا على ترك بلدناهم وعوائلهم لحماية حياتهم.
إن الحرية الشخصية خاصة بالشخص نفسه، وأن الله هو الوحيد الذي يتولى عقابه ليس الناس إذا لم تتقبل أو تحب شخصية فرد أنت غير مجبور لرؤيته أو متابعته أو الاهتمام به، وإذا أردت المساعدة قدم النصيحة فقط هذه هي صلاحيتك، أما أن تقتل نفسًا لن تؤذيك؛ فهذا غير واقعي، وغير مُرض لله سبحانه وتعالى، هذا ما حدث للنساء، وحتى قسم من الرجال في العراق جرائم القتل الذي رأيناه مؤخرًا في العراق باستهداف الموديل وأصحاب مراكز التجميل الخاصة بالنساء، وحتى الرجال الذي أدى إلى خروج عدد كبير من المشاهير العراقين إلى خارج البلاد، الذي حققت في جرائم قتلهم من قبل الحكومة، لكن إلى الآن لا أحد يعلم حقيقة قتلهم وما هي الدوافع لذلك؟!
وحوادث أخرى كثيرة في عالمنا العربي الذي يعاني من مرض خبيث وهو الخوف تحت راية الإسلام الذي شوهت صورته منذ مزجه بالسياسية، والمصالح المتعلقة بالمكانة والمنصب. هؤلاء الناس الذين لم يفعلوا شيئًا سوى التعبير عن شخصياتهم وآرائهم، التي هي حق من حقوقهم المشروعة في إطار حياتهم وأعمالهم فقدوا حياتهم بطرق بشعة.