نشرت صحيفة “التايمز” مقالا تحليليا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يتناول فيه تداعيات قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ويقول سبنسر في مقاله، الذي ترجمت ، إن مسألة تغيير النظام أصبحت كلمة “قذرة” في السنوات القليلة الماضية؛ بسبب المغامرات الفاشلة في كل من العراق وسوريا وليبيا، مستدركا بأن الأمريكيين يعودون إليها الآن مرة أخرى، مع نوع من التغيير، فالرجل الذي يطالبون برأسه هو حليف للولايات المتحدة.
ويشير الكاتب إلى أن “ولي العهد محمد بن سلمان بدا على مدى السنوات الثلاث الماضية الرجل القادر على إخراج بريطانيا والولايات المتحدة من ورطة رهيبة، فقامت الدولتان، وعلى مدى عقود، بعقد تحالفات مع السعودية، تعد مهمة لاستراتيجيات الأمن والخارجية؛ وذلك بسبب النفط وإيران، ولأنها مثلت نوعا من الواحة المستقرة والموالية للغرب، في منطقة مضطربة”.
ويلفت سبنسر إلى أن “هذا التحالف يعد من أشهر التحالفات الذي لا يحظى بشعبية من نواب المقاعد الخلفية (غير التنفيذيين) والرأي العام، فلا أحد يحب إبقاء أصدقائنا على النساء في الدرجة الثانية، أو منع بناء الكنائس والحرية والتفكير في الترفيه، والحفاظ على الملكية المطلقة”.
ويعلق الكاتب قائلا: “على ما يبدو فإن الأمير محمد كان مصرا على تغيير هذا كله، وحظي بدعم حماسي لأجندته الإصلاحية، لكنْ هناك غضب على جبهة حصل فيها تقدم وأرفقت بتراجع، وقد راكم السلطات في يده، وقمع معارضيه أكثر من سابقيه، وقتل الصحافي جمال خاشقجي، الذي يبدو أن واشنطن تعتقد أنه تم بأمره، قد يكون الشعرة الأخيرة”.
ويجد سبنسر أن “استبدال (أم بي أس)، كما يعرف ابن سلمان، ليس سهلا مثل الكلام، ولا أحد يريد إلغاء ما تم تحقيقه، وعلاوة على هذا فلا أحد في المؤسستين الأمريكية والبريطانية يريد زعزعة استقرار السعودية”.
وينوه الكاتب إلى أن أحداث إسطنبول تسببت بأزمة ملكية، حيث تم استدعاء شقيق ولي العهد خالد بن سلمان من واشنطن، الذي يمثل المملكة هناك سفيرا.
ويفيد سبنسر بأن البعض يرون أن هناك إمكانية لانزلاق أغنى دولة في الشرق الأوسط بالفوضى، وينقل عن مسؤول في المنطقة أخبره العام الماضي بأنه يجب دعم “أم بي أس”؛ لأن استقرار السعودية هو أول اهتماماته أكثر من اهتمامه بإيران أو اليمن وسوريا والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويقول الكاتب: “لو قرر الملك سلمان استبدال (أم بي أس) فإنه سيفضل الحفاظ على الوراثة في عائلته، فالأمير خالد، الشقيق الأصغر هو اختيار محتمل، والملك له إخوة آخرون، منهم من له خبرة سياسية، مع أن أحدا لم يتم ذكره في هذه السياق”.
ويختم سبنسر مقاله بالقول إن “حلفاء السعودية الغربيين سيرحبون بعودة الخبرة، وهذا لا يعني استمرار الحكام الكبار في العمر، خاصة أن أشقاء الملك سلمان (82 عاما) أصغر منه، فالأمير أحمد عمره 76 عاما ومقرن 73 عاما، وربما عاد واحد من الجيل الذي حل محله (أم بي أس)، فالأمير محمد بن نايف استبدل بناء على تبريرات مرضية، وربما حان الوقت لشفائه”.