ترى وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية الأمريكية، أن الاجتماع الحقيقي القادم لمنظمة أوبك، والذي سيحدد اتجاهات أسواق النفط العالمية خلال 2019، سيكون في بيونس ايريس على هامش قمة العشرين بنهاية الشهر الحالي، وليس في فيينا كما هو مقرر ومنتظر بالسادس من الشهر القادم.
وتبني بلومبيرغ هذه التقديرات على حقيقة أن “الأشخاص الثلاثة الذين يحكمون سوق النفط العالمي الآن وهم: ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيكونون موجودين في قمة العشرين”.
وأشارت إلى أن “بن سلمان وبوتين هما اللذان حددا أسعار النفط خلال العامين الماضيين، كون بلدهما الأعلى إنتاجًا للنفط، فيما شكّل ترامب قوة الضغط العالمية الأثقل في دعوة أوبك، على تويتر، من أجل أن تخفيض حرارة أسعار البترول”.
ونقلت بلومبيرغ عن بوب ماكنالي رئيس مكتب رابيدان لاستشارات الطاقة، أن الرئيس الأمريكي “سيجري مع بن سلمان وبوتين محادثات على جانب قمة العشرين من أجل موازنة الإنتاج مع الأسعار في أسواق الطاقة”.
وزيرا الطاقة السعودي والروسي
وأشارت الوكالة إلى أن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، ونظيره الروسي سيكونان أيضًا في قمة العشرين، وهو الأمر الذي يعزز الانطباع بأن البلدين سيتفقان على صيغة معينة يدخلان بها إلى اجتماع أوبك في فيينا بعد ذلك بأسبوع.
وأشارت “بلومبيرغ” إلى أن هذه “لن تكون المرة الأولى التي تتولى قمة العشرين تحديد مسارات سوق النفط. فقد حصل ذلك في قمة هانزو بالصين عام 2016 عندما التقى بوتين وبن سلمان واتفقا على معادلة تنشيطية لأسعار النفط، جرى بعد ذلك اعتمادها في مؤتمر أوبك”.
وتأتي قمة “بيونس ايريس” بنهاية الشهر الحالي، في أعقاب تراجع متتابع في أسعار النفط الذي وصل خلال الأسبوع الماضي إلى 6.1% وانتهت به أسعار برنت عند 58.8 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضية.
ووصل إجمالي انخفاض أسعار النفط خلال شهر إلى حدود 22% وسط قناعات بأن السوق العالمي مشبع.
وتنقل “بلومبيرغ” عن هاليما كورفت كبير استراتيجيي السلع في مؤسسة “آر بي سي” المحلل السابق في المخابرات المركزية الأمريكية، قناعته أن ولي العهد السعودي “حريص على تهدئة أسواق النفط العالمية، لكنه يؤمن في النهاية أن السعودية أولاً، مثل ما يؤمن ترامب أن أمريكا أولاً”.