زهير ماجد
الحرب بين إسرائيل وحزب الله قائمة في كل لحظة، لن تكون جديدة إن وقعت، كما أنها ستكون دائما حاضرة في الملفات الإسرائيلية ان لم تقع، وسيظل الحديث عنها قائما، ولن تلغيه سوى الخوف الإسرائيلي من المفاجآت التي قد تؤدي إلى اخفاق الجيش الإسرائيلي في مهمة قد تكون وجودية بالنسبة اليه.
عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية يبدأ التحدي.. هناك قد يعرف العالم اعنف الحروب وأشدها بل أكثرها معنى.. ولهذا تبدو الأمور منذ حرب العام 2006م، وكأنها لم تنته، الفشل الإسرائيلي فيها أدى إلى ضغط عال من الاستعداد لاخذ الثأر من الحزب، فيما استعد الحزب لليوم الموعود، فهي بالتالي حرب ان وقعت أم الحروب وليس لها مثيل من حيث قوتها وتسارعها والأسلحة التي ستستعمل فيها، وموت المدنيين لدى كلا الطرفين.
أما اللفتة الجديدة التي حازت على هذا الاستنفار الإسرائيلي منذ أيام قليلة، فهو اكتشاف إسرائيل لانفاق، كما قال جهازها الاستخباراتي، قام حزب الله بحفرها من الجانب اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل حربا عليها.. اللافت ان الإسرائيلي يعرف منذ وقت بعيد ان الحزب يقوم بهذه المهمة وان مستوطنين على الحدود الاسرائيلية مع لبنان كانوا يسمعون صوت ضحيح منبعث من داخل الارض..
تراكم المعلومات لدى إسرائيل تبقى دائما تنتظر لحظة مناسبة غير متوقعة للاعلان عنها، في هذه القضية، تم الاعلان قبل يومين حين بدأت الحفارات الاسرائيلية بالبحث عن النفق، أو الانفاق، بل هي قدمت لأجهزة الاعلام صورا عن نفق قيل انه المقصود وان مقاتلين من الحزب كانوا بداخله.
رافق ذلك كلام إسرائيلي عالي النبرة حين قيل ان اجتماعا مفاجئا بين رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو ووزير الخارجية الاميركي بومبيو كان لاثارة موضوع الانفاق ولم يعلن ماذا إذا كان قد وضع نتيناهو خططا حربية ضد لبنان على طاولة الوزير الاميركي. سبق ذلك كلام عن انتقال الصورة من سورية إلى لبنان، واتهام الحزب بانه يصنع اسلحة، بل كان نتنياهو قد عرض في الأمم المتحدة صورا قال انها لصواريخ نشرها حزب الله في اماكن حول بيروت، ثم عن طائرة ايرانية حطت في مطار بيروت نقلت اسلحة للحزب.
في كل الأحوال، ليس جديدا التحدث بلغة الحرب ومعروف انها جاهزة دائما بين الطرفين.. واذا قيل عن ان حزب الله في حالة استنفار قصوى خلال هذه الايام، وانه وضع كل امكانياته العسكرية والاستخباراتية، فان الإسرائيلي عاد اعلامه ليعتبر ان لا نية إسرائيلية لحرب ضد الحزب، في الوقت الذي تقوم فيه الحفارات الإسرائيلية بالعمل على مدار الساعة بحثا عن الانفاق تلك..
اجواء الحرب تخيم لكنها ليست متوفرة حتى الان ولا هي جاهزة، لكن الإسرائيلي يسعى لكسب اعلامي عن الاعلان عنها و لتقديمها للعالم كتعد على حدودها، وترى ان أكثر من عشرة انفاق تمكن الحزب من حفرها، ويربط الاسرائيلي ذلك كلاما كان قاله الامين العام لحزب الله من نقل المعركة إلى الجليل أو إلى الداخل الإسرائيلي فيما لو وقعت الحرب المنتظرة.
نحن فعلا امام اثارة لأزمة قائمة وليست جديدة بين الحزب وإسرائيل، لكن ثمة من يقول ان إسرائيل قررت نقل الاعلام العالمي إلى جبهتها للتغطية النهائية على مجريات عالمية حصلت. لكن شبه المؤكد ان الإسرائيلي يتبرأ من حرب واسعة شاملة ليضع لبنان في خدمة المرحلة المقبلة التي قررها، لكن اي خطأ منه في مهاجمة اي هدف في لبنان قد يشعل السهل كله.