“طار البلد” أغنية هزت لبنان ومواقع التواصل على مدى اليومين الماضيين، بطلها الفنان راغب علامة.
بدأت القصة بعد أن أطلق راغب أغنيته الجديدة التي “تندب” حال البلد، وأوضاعه، ما أثار حفيظة النائب حكمت ديب (المحسوب على حزب التيار الوطني الحر الداعم لرئيس الجمهورية اللبناني)، فانتقد الأغنية أو العنوان، معتبراً أنها تأتي ضمن محاولات عدة لـ”تيئيس” الناس، ودفعهم إلى الاستسلام، والهجرة.
وفي مقابلة تلفزيونية قال النائب عن الشعب اللبناني: شو هيدا طار البلد، هيدا لازم يطير راسه، ما هذه اللامسؤولية!”
تعليق استدعى ردًا نارياً من الفنان اللبناني الذي قال: “هيدا بلدي قبل ما يكون بلدك… أنا كل الشعب اللبناني رسخني فنان على قلوبهم وبيبقى اسمي مرفوع مئات السنين.. بينما أنت بإشارة من أصبع الصغير لرئيس تيارك بتصير بخبر كان-.. وبنصحك تقدم طلب عند داعش للانتساب.. يا عيب الشوم على هيك نواب ما بيستحوا”.
وفوق الرد على الرد، تقاطرت التعليقات من كل حدب وصوب، ودخل على الخط نواب آخرون، ووزراء، وإعلاميون، وناشطون وغيرهم.
بعضهم دافع عن النائب، متهماً علامة بالنفاق، ملمحين إلى أن من يريد أن يطلق أغنية عن وجع الناس عليه أولاً ألا يكون من أصحاب الثروات.
في حين انتقد آخرون النائب، مدافعين عن راغب وحرية التعبير أيا كانت، وبأي شكل أتت.
هكذا كبرت كرة الثلج هذه، مشكلة أنفع ترويج للأغنية.
وبعد أن أدلى الجميع بدلوهم، وقف المواطن اللبناني “غير الحزبي” وحده متفرجاً، فاقداً الأمل، ربما من الاثنين معاً، ومن حال بلد يقوم ويقعد من أجل أغنية، ولا يهتز له جفن لمطالبه الحيوية، ولحكومة لم تتشكل بعد منذ أشهر وأشهر، بسبب خلاف على الحصص بين السياسيين.