جميل عبدالله
الهوس السياسي بين المسؤولين في العراق , قد لا يميزون بين مفهوم السطة والقوة عند الحكم . كانت السلطة نقطة إحالة قسرية في فهم ما يحرك الناس , وكيف يقفون من بعضهم , وما الذي يسيطرون عليه , وما الذي يسيطر عليهم , وما الذي يمكن ان يخبئه المستقبل للمجتمعات الإنسانية . وحديث عن السلطة والبحث عن السلطة يردم على نحو فريد الهوة بين الرأي الاكاديمي والرأي الشعبي حول الطريقة التي يعمل بها العالم . وقد اوجز المفكرون هذا بالقول إن السلطة تمثل للعلم الاجتماعي ما تمثله الطاقة للفيزياء , بغاية البساطة , لأن دافعنا الأولي في الحياة هو من أجل السلطة والقوة . وقبل الحقبة الحديثة في الفكر الغربي , كانت هذه النظرة للسلطة بوصفها كمية تكون ذاتها وتطغى بحثا عن الاهتمام بالذات واضحة , كما في عبارة ” ستأتيني القوة الآن ” , وكما هو موجود في عقول أغلبية الشخصيات السياسية العراقية المتزمتة أن ” الرغبة التي لا تهدأ للسلطة بعد السلطة …..لن تكف إلا بالموت ” .
هكذا حال اغلبية رؤساء الاحزاب والتنظيمات الدينية في العراق وفي الشرق الاوسط , الخوف من الخروج عن السلطة لاسباب كثيرة من السلبيات التي نفذوها ضد شعوبهم وهم في السلطة . خاصة في العراق الوضع الانساني والاجتماعي والامني يرثى له , والحكومات العراقية تغني للفساد في واد والشعب العراقي يطرب على الحزن والحرمان في واد آخر .