عضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي : تقاضيت 125 الف دولار شهريا من السعودية للدفاع عنها

1

 

الرئيس السوداني عمر البشير يزور دمشق ويلتقي الرئيس الأسد
فرنسا : مقتل 4 أشخاص واصابة 11 اخرين في هجوم استهدف سوق لعيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ

أقر عضو مجلس الشيوخ السابق، والرئيس الوطني للائتلاف اليهودي الجمهوري نورم كولمان، أنه يتلقى أموالاً شهرية من السعودية لتمرير سياسات تخدم مصالحها؛ لأن لديه نفوذاً على أعضاء الكونغرس.
ففي الشهر الماضي، عطَّل بعض أعضاء مجلس النواب التابعين للحزب الجمهوري التصويت على التشريع الذي قدَّمه النائب رو خانا (نائب ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا)، لإنهاء الدور الأميركي في دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
وبذلك، خلَّص أعضاء مجلس النواب الجمهوريون، المملكة العربية السعودية، من معاناة تبعات القلق العام المتزايد حيال ما يبدو دعماً أميركياً غير مشروطٍ لأنشطتها. وتأتي في مقدمة تلك الأنشطة الحرب في اليمن، التي تهدد نصف السكان اليمنيين بالمجاعة، واغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والتستر الفاشل على ذلك الاغتيال.

وقد يعود قرار أعضاء مجلس النواب الجمهوريين بالدفاع عن آل سعود جزئياً، إلى حقيقة أن أحد أعضاء جماعات الضغط التي تعمل لمصلحة السعودية القدامى يحتل منصباً يسمح له بالتحكم في جزء كبير من الإنفاق المتعلق بالحملات في الحزب.
إذ يمارس عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية مينيسوتا، نورم كولمان، ضغوطاً لمصلحة المملكة العربية السعودية، بعقد قيمته 125 ألف دولار شهرياً مع شركة Hogan Lovells، حيث يعمل كولمان «مستشاراً بارزاً».
ويعمل كولمان أيضاً «رئيساً فخرياً» لشركة Congressional Leadership Fund، وهي لجنة نفقات مستقلة وثيقة الصلة برئيس مجلس النواب المتقاعد بول رايان، وفق ما ذكر موقع Lobelog الأميركي.
من الجدير ذكره أن كولمان يعاني من مرحلة متقدمة من سرطان في الحلق والعنق، والرئة. كما أنه يخضع للعلاج الكيماوي يومياً ولمدة 5 أسابيع، وفق ما صرح في لقاء إعلامي.

وأنفقت شركة CLF أكثر من 158 مليون دولار على منافسات الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب، خلال حملات انتخابات التجديد النصفي في العام الجاري، بزيادة عن 50 مليون دولار أنفقتها عام 2016، مما يجعل CLF أكبر مصدر منفرد للنفقات المستقلة في الدورة الانتخابية.
اشترت CLF إعلانات، وأرسلت رسائل بريدية، ودعمت فوز بعض المرشحين أو هزيمة آخرين. ومع أن دور كولمان «رئيساً فخرياً» قد يبدو غير مهم، فإنَّه اضطلع بدور محوري في إيصال أكبر مساهمة من جانب شركة CLF في دورة انتخابات عام 2018، وقد بلغت 30 مليون دولار من الملياردير الأميركي المناهض لإسرائيل شيلدون أديلسون Sheldon Adelson.
إذ ذكرت صحيفة Politico الأميركية في أحد تقاريرها التي نُشِرَت في مايو/أيار: «ذكر اثنان من كبار أعضاء الحزب الجمهوري، أنَّ التبرع الذي طال انتظاره اعتُمِدَ الأسبوع الماضي، عندما ذهب رئيس مجلس النواب المتقاعد بول رايان إلى لاس فيغاس، للقاء الملياردير في فندقه The Venetian. وفي اجتماعه مع أديلسون، كانت زوجته ميريام، ونورم كولمان عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية مينيسوتا الذي يرأس الائتلاف اليهودي الجمهوري، وكوري بليس الذي يشرف على شركة الإنفاق المستقل (Congressional Leadership Fund)، وجيك كاستان المساعد السياسي الثاني لرايان حاضرين كذلك. وقد تحدثوا إلى أديلسون عن مدى أهمية حماية مجلس النواب».

وبصفته مسؤولاً منتخباً فيدرالياً، لا يُسمح لرايان بالتماس تبرعات سياسية بمبلغ مكون من سبعة أرقام.
وعندما غادر رايان (نائب جمهوري عن ولاية ويسكونسون) الغرفة، تقدَّم كولمان بطلبه وحصل على المساهمة التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار.
وساهم أديلسون، إلى جانب زوجته ميريام أديلسون، بمبلغ آخر تبلغ قيمته 20 مليون دولار في سبتمبر/أيلول. ويرأس كولمان شركة American Action Network، وهي نظيرةٌ لشركة Congressional Leadership Fund، لكنَّها تتلقى مساهمات مالية لا تكشف عن أسماء مانحيها.

وضخَّت American Action Network أكثر من 21 مليون دولار في خزائن CLF خلال دورة الانتخابات لعام 2018، وهي زيادة هائلة عن المبلغ الذي أرسلته إلى CLF خلال الحملات الانتخابية لعام 2016، والذي بلغ 762 ألف دولار آنذاك.
وبعبارة أخرى، يمسك نورم كولمان بزمام بعض أكبر مصادر الإنفاق على الحملات للحزب الجمهوري. ولا يخجل كولمان من قول ما يطلبه رؤساؤه السعوديون منه.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت محطة WCCO، التابعة لشبكة كولومبيا للبث CBS في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأميركية، مقطع فيديو تحدث فيه كولمان بصراحة عن عمله لحساب السعودية.

حاول كولمان، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تجنُّب الحديث عن المخاوف بشأن مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتجاهل دور السعودية في الحرب المدمرة في اليمن، وفي تصدير التطرُّف السني، وأكد بدلاً من ذلك على «أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والسعوديين لكبح التهديد الإيراني في المنطقة».
ولكن بعد ذلك، بدأت تصريحات كولمان تخرج عن نطاق الأفكار المعلنة التي يتبناها الحزب الجمهوري، عندما اعترف بأن السعوديين لا يسعون للحصول على مشورة أو توجيهات منه، بل يدفعون له لأن لديه نفوذاً على أعضاء الكونغرس.

التعليقات معطلة.