تقرير روسي يحدد الرابح الاكبر من الانسحاب الامريكي من سوريا

1

 

نشر موقع “نيوز ري” الروسي تقريرا تحدث فيه عن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي قدم استقالته، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن سحب قواته من سوريا، الأمر الذي كشف عن وجود خلافات بين الطرفين.
وقال الموقع في تقريره إن القيادة الروسية اعتبرت التعديل المرتقب في إدارة ترامب إشارة جيدة بالنسبة لها، كما قد يخدم الأمر مصالحها. في الأثناء، تعد استقالة ماتيس من منصبه الموضوع الرئيس الذي تتداوله معظم وسائل الإعلام الأمريكية حاليا، على الرغم من أنه قد تم الإعلان مسبقا عن إمكانية انسحابه من فريق ترامب منذ خريف السنة الجارية.
بدوره، ذكر ستيفن ميلر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية لم تتناول مسألة انسحاب ماتيس من إدارة ترامب، بشكل عقلاني.

رحيل ماتيس
وفي تصريحاته لشبكة “سي إن إن”، قال ميلر: “دعونا نلقي نظرة على الوضع من جميع زواياه. في البداية رحبت جميع وسائل الإعلام والسياسيين الذي تفاعلوا بشكل هستيري مع استقالة ماتيس، ببدء الحرب في العراق التي اتضح في وقت لاحق أنها كارثة حقيقية”.
وأضاف الموقع أن رئيس الولايات المتحدة لا تجمعه أي خلافات مع رئيس البنتاغون، وهو ما أكده ميلر، مشيرا إلى العلاقات الممتازة التي تجمع بين الجانبين. من جهتها، أشارت وسائل الإعلام الأمريكية إلى تغريدة نشرها وزير الدفاع الأمريكي على حسابه على “تويتر”، التي وصفها البعض “برسالة وداع ماتيس”، والتي شرح من خلالها الأسباب التي دفعته لترك منصبه.
وقال ماتيس: “على الرغم من أن الولايات المتحدة دولة قوية، ولا مثيل لها، إلا أنه لا يمكن حماية مصالحها أو القيام بدورها بشكل فعال دون تحالفات قوية ودون إظهار الاحترام لحلفائها. لقد قلت منذ البداية إن القوات المسلحة للولايات المتحدة لا يجب أن تكون بمثابة شرطة دولية. وبدلا من ذلك كان يتوجب علينا استخدام كل أساليب القوة الأمريكية لتأمين دفاع مشترك”.

منافسة استراتيجية
بالإضافة إلى ذلك، قال رئيس البنتاغون، متوجها بخطابه إلى الرئيس الأمريكي: “يجب أن نتحلى بالحزم في تعاملنا مع تلك البلدان التي تتناقض مصالحها الاستراتيجية بشكل متزايد مع مصالحنا. ومن الواضح أن الصين وروسيا، على سبيل المثال، ترغبان في تشكيل العالم وفقا لنموذجهما الاستبدادي”.
ويعتقد رئيس البنتاغون أن القيادة الأمريكية لا تتبع الخطوات اللازمة لمواجهة المنافسين الاستراتيجيين.
وأفاد الموقع بأن ماتيس لم يتطرق إلى الحديث عن سوريا في تصريحاته، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أن استقالته جاءت على خلفية إعلان ترامب عن انسحاب الوحدات الأمريكية من سوريا. كما من المعلوم أن ماتيس من الأطراف التي أيدت دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية. بالإضافة إلى ذلك، وبعد يوم من الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، أعلن ترامب عن خفض عدد الوحدات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان.
من هذا المنطلق، يرى بعض الخبراء، أن قرار ترامب المزدوج والمتعلق بسوريا وأفغانستان، قد يتسبب في وقوع سلسلة من الأحداث المتتالية وغير المتوقعة في الشرق الأوسط وأفغانستان.
وأوضح الموقع أن روسيا ترى أن قرار ماتيس يرتبط ارتباط مباشرا بإعلان ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو ما صرح به المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف.
في هذا السياق، أفاد بوغدانوف قائلا: “علينا أن نرى كيف سيتم تنفيذ هذا القرار، لا سيما أن رحيل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، يعد أحد العواقب المباشرة لهذا القرار”.
ونقل الموقع عن رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساشيف، أن رحيل ماتيس إشارة إيجابية للكرملين، لا سيما أن ماتيس يعرف بموقفه المتشدد والعدائي تجاه روسيا. الجدير بالذكر أن العلاقات الروسية الأمريكية والتعاون في المجال العسكري بين البلدين لا يعتمد على وزير الدفاع أو على رئيس هيئة الأركان المشتركة.
وفي الختام، نوه الموقع بأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، يسمح لروسيا بتعزيز نفوذها داخل الشرق الأوسط، وذلك بحسب ما توصل إليه كوساشيف. تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية في سوريا أداة سياسية. وللحفاظ على المصالح الأمريكية وللتأثير على الوضع هناك، يمكن لترامب اعتماد أساليب أكثر دهاء.

التعليقات معطلة.