حكومة اقليم كوردستان تردُّ بشدة على مفتي الجمهورية العراقية
اكدت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كوردستان، اليوم السبت، ان ما صدر عن مفتي الدولة العراقية معاد لتعاليم ومبادئ الدين الاسلامي، مشددا على ان اقواله تعادي مبادئ العقل والتسامح الديني.
وجاء في بيان للوزارة ، بمناسبة يوم عيد ميلاد السيد المسيح، انه “في الوقت الذي يستذكر معظم دول العالم هذه المناسبة وتستعد دول العالم للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، كدأبهم هنا في كل الاعوام ترتفع الاصوات النشاز وبدلا من الحديث عن التعايش واحترام متبعي الديانة المسيحية وقبول الاخر، يبدأون بمهاجمة المناسبة وجرح مشاعر المواطنين المسيحيين بعدد من المصطلحات والكلمات الجارحة التي هي قبل كل شيء مضادة لروح ومضموم الدين الاسلامي”.
واشار البيان الى ان “اخر الاصوات النشاز هو ما صدر عمن يسمى مفتي الدولة العراقية مهدي الصميدعي الذي تحدث بما يشبه الفتوى بما يعادي التعبير عن السرور في مناسبة ميلاد السيد المسيح والاحتفال براس السنة الميلادية”، مؤكدا ان “كلامه يعادي في الوقت نفسه اسس ومبادئ العقل والتسامح الديني”.
وافتى مفتي الجمهورية العراقية الشيخ مهدي الصميدعي يوم الجمعة بحرمة الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، وقال في خطبة صلاة الجمعة في جامع “أم الطبول” في بغداد، “لا تشاركوا النصارى الكريسمس لان هذا معناه بانكم تعتقدون بعقيدة الثالوث”.
واثارت تلك الفتوى جدلا واسعا داخل الاوساط الشعبية في العراق وقد استنكرت جهات مسيحية دينية وسياسية تلك الفتوى ووصل ببعض الامر الى التلويح برفع دعوى قضائية ضد الصميدعي.
وهاجم الوقف السني فتوى الصميدعي معتبرا اياها بـ”المسيئة” للمسيحيين، مشيرا الى ان “مثل هذه التصريحات الهوجاء غير الموزونة ولا المقفاة ولا المنضبطة تعيدنا إلى خطاب الكراهية والتحريض والفتنة ورفض الآخر، ولا تمثل التعايش المشترك بين العراقيين بجميع شرائعهم قومياتهم وأطيافهم وطوائفهم ومذاهبهم، عربهم وكردهم وتركمانهم، شعب واحد تقاسم السرّاء والضرّاء منذ أن تشكلت هوية العراقيّ من الدم المنساب من ألوان الطيف كلها، يوم شقّت الأرض في العراق نخلة، فصارت حزمة الطيف أمتن من حزم العصيّ”.
وقال الوقف “لسنا مستغربين من هذه التصريحات التي تصدر عن هؤلاء الأشخاص، فمثلما هم يُحرّمون علينا الاحتفال بمولد فخر الكائنات وسيّدها نبيّنا الأكرم محمد بن عبد الله نجدهم اليوم يُحرّمون الاحتفال بعيد السيد المسيح عليه السلام، وتاريخياً لا ننسى قصة عنقود العنب الذي قدمه عدّاس النصراني إلى نبيّنا محمد حين خروجه من مكة إلى الطائف يلتمس النصرة من ثقيف، فكان ذلك العنقود مثالاً للمحبة والتسامح والتعايش المشترك على طوال الحقب والعصور”.
وكان المجمع الفقهي الاسلامي لأهل السنة والجماعة قد افاد في وقت سابق من اليوم بجواز تهنئة غير المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية.