ترجّح السلطات الفرنسية تعبئة أكبر لمحتجي حركة «السترات الصفراء» اليوم، وتتحسّب لعنف في الأسبوع التاسع للاحتجاجات.
وارتفع السبت الماضي مستوى المشاركة في الاحتجاجات، بعد تراجع أثناء فترة الأعياد. وأحصت السلطات 50 ألف متظاهر، بينهم 3500 في باريس. كما شهدت تلك التظاهرات عنفاً في العاصمة، لا سيّما اقتحام محتجين بآلية مكتب الناطق باسم الحكومة وضرب شرطيين.
وقال المدير العام للشرطة الوطنية إريك مورفان: «نتوقّع احتمال العودة الى مستوى تعبئة شبيه بما قبل عيد الميلاد».
أما قائد الشرطة في باريس ميشال ديلباش فرجّح أن تشهد العاصمة «تعبئة أكبر مما كانت عليه السبت الماضي، وأن يتخذ سلوك المجموعات المشاركة طابعاً أكثر تشدداً، مع مزيد من محاولات ارتكاب عنف». وأضاف: «نلاحظ كل أسبوع انحرافاً في اتجاه سلوكيات تزداد عنفاً، تنفذها مجموعات صغيرة وتستهدف أولاً مقار الحكم».
وأشار الى انتشار أمني استثنائي اليوم، ليعود الى مستواه في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وذكر أنه من 80 ألف شرطي ودركي استُنفروا في فرنسا، سيُنشر 5 آلاف في باريس مع «14 عربة مصفحة تابعة للدرك». وتابع أن هدف قوات الأمن يبقى «المواكبة ورد الفعل والتوقيف السريع، حال حدوث تجاوزات»، لافتاً الى أن فرق «التدخل السريع» ستتولّى أمر العاصمة.
في السياق ذاته، أظهر استطلاع سنوي للرأي أعدّه معهد البحوث السياسية ونشرت صحيفة «لوفيغارو» نتائجه أمس، ان انعدام ثقة الفرنسيين بالمسؤولين السياسيين بلغ مستوى «مقلقاً».
والثقة بماكرون في أدنى مستوياتها (23 في المئة)، أي أقل بـ13 نقطة من العام الماضي، فيما زادت شعبية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بثماني نقاط. كما ان عدد الذين قالوا في البداية إنهم يثقون بالرئبس، قبل ان يتراجعوا عن موقفهم، زاد خلال سنة من 13 إلى 26 في المئة.
وقال مدير مركز البحوث السياسية مارتيال فوكو: «صدمة الثقة التي أمل بها ماكرون بعد انتخابه، لم تحصل كما يبدو. وبعد فترة على استعادة الثقة التي لوحظت العام الماضي، عبّر الفرنسيون مرة أخرى عن مستويات مقلقة لانعدامها».
أما برونو كوتريس، الباحث في المعهد، فذكر أن ماكرون «رئيس شاب يحمل رسالة بالغة التفاؤل، وركّز حملته على عودة الثقة، لكننا لم نصل إليها».
الى ذلك، أعلنت أوساط الرئيس الفرنسي أنه لن يشارك في منتدى دافوس في سويسرا، الذي يجمع النخبة الاقتصادية العالمية.
واشارت الى انه سيجمع في 21 الشهر الجاري في فرساي 150 من رجال الأعمال، الفرنسيين والأجانب، في دورة جديدة من قمة «إختر فرنسا» لاجتذاب الاستثمارات.
ووَرَدَ في بيان أصدرته الرئاسة: «نريد التركيز على الفرص المتاحة في الأراضي الفرنسية، من خلال التعريف بالمناطق وعاداتها. وستشارك أيضاً مؤسسات فرنسية مختلفة، تمثل النسيج الاقتصادي في المناطق».