خالد عبدالله الخميس
«فهيم» شاب طموح من النوابغ العرب الذي استطاع خلال أسبوعين أن يحصل على مرتبة مدرب من معهد علم النفس الوهمي، وخلال أسبوعين آخرين استطاع أن يحصل على درجة مدرب معتمد، ثم ما لبث كثيراً إلى أن حصل على مدرب محترف، ثم درجة مدرب المدربين ثم استقر به الحال ليحصل على درجة مستشار، وهكذا استطاع «فهيم» بكل جدارة أن يتخرج في معهد علم النفس الوهمي بعد أن وصل لأعلى درجات التأهيل. لم يكتف طموح «فهيم» بهذا، حتى التحق بجامعة «هلكوني»، ولقد أضناه الجهد المادي خلال مشواره الدراسي الذي استمر قرابة شهرين ونصف الشهر، لكن خسائره المالية لم تذهب سدى، إذ حصل في نهاية المطاف على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، ليصبح لقبه الجديد: الدكتور المستشار في الاضطرابات النفسية والتنمية البشرية.
فتح المستشار الدكتور فهيم عيادته الاستشارية الخاصة، وزينها بعشرات الشهادات التي حصل عليها خلال مسيرته الدراسية، إضافة لشهادات الشكر والتقدير من المعهد الوهمي وجامعة هلكوني.
وكان أول المراجعين شاب يعاني من أزمة نفسية حادة، ودار بينهما هذا
الحوار.
العميل (الشاب): يا دكتور، ألحقني.. أنا أعاني من أفكار قاتمة تسبب لي الضيق، وأفكار مرعبة تسبب لي المخاوف، وأفكار مذلة تشعرني بالدونية، وقد حاولت التخلص من هذه الأفكار منذ سبع سنوات إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل، وما زلت أعاني من ضيق شديد وكآبة عالية وأرق دائم، فلا أنام ولا أشتهي الأكل وتركيزي وفكري مشتت، والآن أنا أفكّر جدياً بالانتحار. ما العمل يا دكتور؟
المستشار: لا عليك، مشكلتك سهل حلها. اسمع؛ إذا جاءتك الأفكار القاتمة فاستبدلها بالأفكار المضيئة، وإذا جاءتك الأفكار الموترة فاستبدلها بالأفكار المطمئنة، وإذا جاءتك أفكار الشؤم فاستبدلها بأفكار الفأل. وعموماً كل فكرة سلبية استبدلها بفكرة إيجابية، بعدها ستتحسن حالك تدريجياً، وخلال يومين ستشفى تماماً وستكون أسعد الناس.
العميل: هذا ما كنت أعمله طيلة معاناتي ولم أزد إلا مرضاً.
المستشار: المشكلة إذن فيك.
العميل: لا يا شيخ! بالمناسبة أنت دكتور في ماذا؟
أشار المستشار بيده نحو مجموعة الشهادات التي تزين مكتبه.
العميل: هذه شهادات في الباذنجان والمخلل وسلق البيض، وعشان كذا سلقت معاناتي.. يا دكتور لقد تماسكت أعصابي وإلا كدت أرتكب فيك جريمة.
* أكاديمي – جامعة الملك سعود.