“بعد أن تبني حياتك في بلد جديد، تصبح العودة إلى بلدك الذي نشأت فيه أمرا شاقا، لأن الكثير من الأمور قد تغيرت جذريا”، هذا ما يقوله الشاب الأرمني السوري جورج الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه كاملا لموقع (إرفع صوتك)، مشيرا إلى ما حدث له وللعديد من الشبان الأرمن الذين غادروا بلدهم سورية بسبب سوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية منذ 2011.
ولم يكن أرمن سورية يتوقعون أنهم سيواجهون المصير ذاته الذي واجه أقرانهم في العراق، إذ كانت تتمتع هذه الأقلية المسيحية في البلدين بحرية في إنشاء المدارس وبناء الكنائس إلى جانب ممارسة مهن مختلفة أوصلت بعضهم إلى الثراء، حتى أجبرتهم الظروف على السفر.
لماذا غادرت الأغلبية؟
يقول الشاب العراقي الأرمني سيبان دهجت الذي يعمل موظفا في مكتبة الكونغرس لموقع (إرفع صوتك) : “باتت الأحوال تسوء منذ الحرب الأهلية العراقية الأولى في 2006، حيث بدأت موجة الاعتقالات وعمليات الخطف من قبل ميليشيات مسلحة طالت المسيحيين بشكل عام … اضطرت الأغلبية إلى اللجوء إلى هولندا أو الولايات المتحدة”.