يوسف زيباري
في 7 من حزيران الماضي قررت الأحزاب الكوردية برئاسة مسعود بارزاني إجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان في 25 من الشهر الحالي ومنذ ذلك الحين تم تكليف المفوضية العليا للانتخابات للتحضير لهذا الحدث المهم والتاريخي وفي موعده المحدد دون تأجيل وعلى أثره تم تشكيل المجلس الأعلى للاستفتاء يضم أغلب الأحزاب الكوردية ما عدا حركة التغيير و الجماعة الإسلامية المقاطعتان ، مهمتها إجراء الحوارات والتفاوض مع بغداد والدول الصديقة والحليفة وكانت هناك زيارة ايجابية للوفد الكوردي لبغداد ، ألا انه ومع اقتراب موعد الاستفتاء تعالت الأصوات المعارضة لإجراء الاستفتاء سواء من داخل العراق أو على المستوى الإقليمي أو الدولي حتى أجتمع وفد ممثلاً للدول الكبرى والأمم المتحدة برئاسة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكورك برئيس إقليم كوردستان مطالبين الأخير بتأجيل الاستفتاء في الوقت الحالي والشروع بإجراء المفاوضات الحثيثة مع بغداد من دون شروط مسبقة وأجندة مفتوحة لحل جميع الإشكالات العالقة ألا أنها قوبلت بالرفض من الجانب الكوردي لأن هذا البديل لا يرتقي لمستوى تطلعات وطموحات الشعب الكوردي وان التجارب السابقة مع بغداد لم تُثمر بنتيجة وكانت المماطلة والتسويف مصير كل الاتفاقات السابقة ، تصاعدت حدة التصعيد من بغداد والدول المجاور والإقليمية كتركيا وإيران كل ذلك شجع قادة العراق على إن يكشروا عن أنيابهم تجاه الإقليم والشعب الكوردي وظهر معدنهم عندما تحالف الجميع ضد الكورد في جلستين الأولى هي بالتصويت ضد الاستفتاء والثاني هو إقالة محافظ كركوك كل هذا التصعيد هو من أجل حرمان الشعب من أبسط حقوقه إلا إن السوال هو هل أجرم الشعب الكوردي حين أردة ممارسة حقه وهل مخاوف وحجج تلك الدول المعارضة منطقية و أين الدول الرعاية لحقوق الإنسان والتي تدعى الديمقراطية ومبادئ الديمقراطية وما هو البديل والضمانات التي تضمن حق الشعب الكوردي .
ليس هناك أي نص في دستوري أو دولي يجرم إجراء الاستفتاء بل العكس فقد اختار الكورد أفضل الطرق في التعبير عن رأي الشعب وهو الاستفتاء والذي يعد من أهم الطرق الديمقراطية والدبلوماسية التي أقرتها جميع المواثيق والأعراف الدولية و حقوق الإنسان التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير المصير .
لكن الغريب في الأمر هو أن اغلب الدول التي تعارض إجراء الاستفتاء و تؤكد على وحدة الأراضي العراقية وضد أي عملية انفصال تقوض سيادة العراق وهم أنفسهم أول من انتهك سيادة العراق وجعلوها تحت الإقدام الم يكن قصف الطائرات التركية للقرى العراقية الحدودية وقتل المئات من الأبرياء انتهاك وخرق لسيادة العراق وماذا عن دخول القوات التركية للأراضي العراقية بدون إذن وموافقة السلطات العراقية وإنشاء المعسكرات فيها كما في بعشيقة ولازال القصف مستمر حتى ألان الم يكن هذا خرق صريح وواضح لسيادة العراق ، وكذلك الحال بالنسبة لإيران التي تتحكم بالعراق كمحافظة إيران وتصول و تجول في العراق غيره مبالية بسيادته وكانت السبب في تفتيت العراق وذلك لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية وعامل زعزعة الاستقرار فيه ، أما العجيب هو موقف الدول الكبرى التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان كأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا التي أسس مواثيق حقوق الإنسان و دونت حق الشعوب في تقرير مصيرها بالطرق الدبلوماسية أذا لماذا كل هذا العداء والضد من تطلعات وحق الشعب الم يلحظ ان الشراكة قد فشلت في العراق وكانت السبب في القتال والاقتتال بين أبناه .
وما هو البديل الذي قدم أو سيقدم للكورد في الثواني الأخيرة على الرغم من تأكيد رئيس حكومة الإقليم على أن هناك فرصة أخيره ستعطى للعراق وإلا أن كوردستان ماضيا في الاستفتاء وهو أيضا موقف المجلس الأعلى للاستفتاء وهناك وفد سيزور بغداد غداً للتفاوض بهذا الخصوص وكما أكد على إن باب الحوار سيبقى مفتوح ولان يغلق أبدا .