عجلة التعاون بين قطر والعراق بدأت في الدوران

1

 

أشاد سعادة الدكتور قصي السهيل وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية العراقية، بالعلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط بين بلاده ودولة قطر، ونوه بأن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الدوحة وبغداد وعلى أعلى مستوى بمثابة امتداد طبيعي للرغبة المشتركة لتوطيد وتعزيز أواصر التعاون بين الأشقاء في البلدين على المستويين الحكومي والشعبي وعلى كافة الصعد.

وقال سعادة الدكتور السهيل، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بمناسبة زيارته الحالية للبلاد، إن لدى كل من قطر والعراق رغبة مشتركة لتعزيز اتفاقيات التعاون السابقة بينهما، مشيرا في سياق متصل إلى أنه سيتم تفعيل اللجنة القطرية العراقية بشكل كبير خلال المرحلة القادمة لتحقيق المنافع المشتركة للبلدين وشعبيهما الشقيقين.. وقال إن عجلة التعاون بين قطر والعراق بدأت في الدوران نحو الاتجاه الإيجابي بما يخدم مصالح الطرفين.

وأوضح سعادة الوزير العراقي، أن زيارته الحالية للدوحة تأتي في إطار التنسيق العام مع الأشقاء في دولة قطر، وسيتم التركيز خلالها على الجوانب المتعلقة بالتربية والتعليم، والاطلاع على ما تحتويه المؤسسات التعليمية القطرية من إمكانيات، لتحديد فرص التعاون المستقبلية في هذه المجالات، مشيرا إلى وجود آليات عديدة لتنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه.

وأضاف قائلا: نحن في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية العراقية ملتزمون بتطبيق البرنامج الحكومي الذي يشدد على إدخال الجامعات العراقية في التصنيفات العالمية، وأن الإخوة في قطر لديهم تجربة ممتازة في هذا المجال، وبالتأكيد يوجد تعاون جاد بيننا فيما يتعلق بتطبيق المعايير الدولية وتعزيز هذا التعاون لخدمة مصالحنا على الصعد الدولية.

وأشار إلى أن كلا من البلدين مهتمان كذلك بتعزيز آليات البحث العلمي المشترك وإيجاد فرص مناسبة للتدريب الأكاديمي بين الطرفين كل لدى الآخر، بما يسهم بالتالي في إنشاء مراكز بحثية مشتركة بين قطر والعراق.

ونوه الدكتور السهيل بالمنظومة التربوية والتعليمية في دولة قطر، وقال إنها تستحق الإشادة والإعجاب وتبادل الخبرات معها، لأنها مبنية على أسس علمية رصينة، وخبرات دولية متعددة، ما جعلها تأخذ مواقع متقدمة على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، وحتى عند مقارنتها مع بعض المراكز العالمية.

وما إذا كان من المهم في ظل هذا التعاون القطري العراقي إنشاء لجنة للتعاون التربوي بين البلدين، قال سعادة وزير التعليم والبحث العلمي العراقي: جئنا للدوحة لاستكشاف آفاق التعاون العلمي بيننا، وإمكانية توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات علمية في هذا المجال.. والأجواء التي رأيناها وعايشناها خلال الزيارة إيجابية، والأخوة في قطر أعربوا عن استعدادهم لتعزيز فرص التعاون العلمي مع العراق، ونطمح أن تكون لدينا دراسات مشتركة تتعلق بجوانب محددة ومن ذلك القضايا البيئية والبحرية والقيام ببعض البحوث، فهناك تقدم جيد في بعض المجالات مثل ما يتعلق بالهندسة النووية والتقنيات الحياتية، ونحن جادون للعمل مع الأخوة في قطر في كل ما من شأنه استكشاف وتعزيز وتطوير العلاقات بين مختلف المؤسسات القطرية ذات العلاقة.

وحول رؤيته لتطورات الأوضاع التي تمر بها المنطقة، قال سعادة الوزير العراقي: إن الإقليم عموما والمنطقة بشكل خاص بحاجة لآليات للتعاون وتعزيز أجواء الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف، وأكد أن دولة قطر تضطلع بدور مهم في هذه المنظومة.

وتابع قائلا في سياق ذي صلة: إن تأثيرات الدول لا تقاس بحجمها الجغرافي والسكاني، بل بدورها وتأثيرها السياسي، وقد أثبتت دولة قطر خلال الفترة الماضية تأثيرها المعنوي الجيد في مجمل ما يجري بالمنطقة.

ورأى أنه من المناسب للدول التي لديها مثل هذا الثقل أن تلتقي وتنسق وتتحاور بما يخدم كل شعوب المنطقة من حيث الاعتبارات السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا على أن العراق منفتح على جميع أشقائه، الذين عليهم أن يعودوا إليه، ويطمح لذلك في خطوات عملية تعزز هذه العودة والحوار بين الجميع.

وحول نتائج مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي استضافته دولة الكويت في فبراير 2018 ، قال السهيل: إن كل المانحين كانوا حتى هذه اللحظة في انتظار اكتمال تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لاتخاذ خطوات عملية.. منوها أن العراقيين يقدرون أي دور اقتصادي أو سياسي أو معنوي داعم لبلادهم، وأكد على أن الدور القطري جيد في هذا الاتجاه، كما أن الآفاق المستقبلية مفتوحة أمام الجانبين نحو مزيد من التعاون.

وشدد سعادته على أن العراق الآن يشهد استقرارا أمنيا جيدا، كما أن الاستقرار السياسي مقبول بدرجة جيدة بالرغم من عدم اكتمال تشكيل الحكومة بسبب التفاوت في وجهات النظر بين الأحزاب، ورأى أنها مسألة طبيعية في كل الدول التي لديها أحزاب كثيرة أن تحدث فيها مثل هذه الإشكاليات ونقاط التأخير. وقال: إن العراقيين قادرون على تجاوز ذلك بشكل طبيعي، وأن العراق مهيأ لتوسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري مع كل الدول المحيطة به، وأنه لا توجد لديه أي عقدة معينة تجاه بلد محدد أو دولة بذاتها.

وحول رؤيته لما آلت إليه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين المركزية، أكد سعادة الدكتور السهيل أن العراق يقف دائما مع ما يقرره الفلسطينيون، وأنه لايزال عند هذا الموقف، وسيبقى داعما لاستحقاقات الشعب الفلسطيني، والمطالبة بحقوقه والعودة لأرضه، مضيفا القول: ما يرتئيه الإخوة في فلسطين هو ما يرتئيه العراق حكومة وشعبا.. فقد كان العراق سباقا في دعمه للشعب الفلسطيني، وسيبقى دائما في هذا الاتجاه.

وقال إن العراق يتطلع لآفاق مفتوحة للتعاون، حيث تمر المنطقة الآن بتوازنات جديدة، بعد ظروف صعبة أجبرت كل الأطراف على إعادة تقييم أوضاعها بشكل عام داخليا وإقليميا، ولفت إلى أن عملية تقييم الأوضاع قضية إيجابية ستترتب عليها مواقف إيجابية لترسيخ التعاون بين شعوب المنطقة، معربا عن تفاؤله في هذا الخصوص.

وجدد سعادة الدكتور قصي السهيل وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالجمهورية العراقية في ختام حديثه ل»قنا»، التأكيد على الرغبة المشتركة للتعاون الأخوي بين قطر والعراق، وقال إن الأجواء والآفاق مفتوحة بين الجانبين للتعاطي والتعاون بينهما في كل الاتجاهات.

التعليقات معطلة.