بلال ياسين
قال المسعفون إنه لا يوجد تفسير دقيق لما حدث مع أراوجو- SWINS
نشرت العديد من الصحف البريطانية قصة ساعي البريد البريطاني من أصل برتغالي جواو أراوجو، البالغ من العمر الآن 48 عاما، الذي قال الأطباء لعائلته إنه توفي بعد أن حاولوا 6 ساعات إعادته للحياة.
وتشير التقارير، بحسب ما ترجمت ، إلى أن القصة حصلت قبل عشرة أعوام (كان عمره 38 عاما)، لكن أراوجو، الذي رفض التحدث للصحافة إلا مؤخرا، قال إنه لم يحب الشهرة.
وبحسب الصحف، فإن أراوجوا كان في سيارته أمام بيته يهم لأن يوصل زوجته غرازيلي إلى مكان عملها، لكن فجأة انقلبت عيناه وتشنجت يداه على المقود، فقامت زوجته بوضع جهاز الهاتف الخلوي في فمه بين لسانه وسقف حلقه لمنعه من ابتلاع لسانه وبدأت تستغيث، فاتصل جيرانها بالإسعاف.
وصل رجال الإسعاف، وقالوا إنه أصيب بسكتة قلبية، وأخذوه في سيارة الإسعاف إلى مستشفى غلوستاشاير الملكي، لكن بعد ست ساعات من محاولات إعادته للحياة عن طريق الحقن بالأدرينالين والإنعاش القلبي الرئوي قال الأطباء إنه توفي، مشيرين إلى أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء آخر له.
وأخبر الأطباء زوجته وأطفاله بوفاته، وقامت العائلة بإخبار والديه في البرتغال بهذا الخبر الحزين، لكن في الوقت الذي كانت فيه الممرضات ينقلن جسده من غرفة العناية المركزة إلى ثلاجات المستشفى لاحظن وجود حركة، وكشفت الفحوص أن قلبه عاد فجأة للعمل.
فأخبر الأطباء عائلته المضطربة بأن القلب عاد للعمل بشكل مفاجئ، وهذا ما تم تسجيله في ملفه في المستشفى، وقيل للعائلة إنه في الغالب سيكون قد أصيب بتلف في الدماغ لحرمانه من الأوكسجين لمدة 21 دقيقة.
وبقي أراوجو، الذي كان يعمل حينها سائق شاحنة، في حالة غيبوبة لمدة ثلاثة أيام، ثم أفاق من غيبوبته في سريره، ووجد الموظفين ينادونه بـ”الرجل المعجزة”.
ونقله الأطباء إلى غرفة أخرى، لكنه بقي مشوشا ولا يدري أين هو، وبقي يضغط على مفتاح الطوارئ، إلا أن حاله تحسن بشكل كبير بعد أسبوعين فقط، وتم إرساله إلى مستشفيات في كل من بريستول وأكسفورد للتوصل إلى سبب ما حصل معه.
ومع أن الأطباء لا يستطيعون إيجاد تفسير لعودته للحياة، ولا تشافيه التام، دون أي تلف لخلايا المخ أو القلب، إلا أنهم حاولوا فهم سبب حدوث السكتة القلبية لشخص بصحته، وليس لديه أي تاريخ من مرض القلب، ويعتقدون أن الدماغ لم يرسل الإشارة الصحيحة للقلب، وتم زرع جهاز (مقوم نظم القلب مزيل الرجفان القابل للزرع)، أو ما يختصر بجهاز (ICD) له، حيث يقوم الجهاز بإعطاء القلب صدمة كهربائية في حال توقفه عن النبض، بالإضافة إلى أن الجهاز يقوم بقراءة معدل نبض قلبه ويرسل القراءة للمستشفى.
وقال فريق من الأطباء إنه لا يوجد تفسير محدد لما حصل مع أراوجو، ولا عن تمكنه من العودة للعمل بعد ثلاثة أسابيع فقط من مرضه.
ويقول أراوجو إن ما حصل معه جعله يقدر كل شيء كل يوم، فأصبح شاكرا لأنه على قيد الحياة، وشاكرا لأنه يعمل، وأصبح أكثر تثمينا لعائلته وأصدقائه.
وكانت صحيفة “الغارديان” قد نشرت قصة مشابهة قبل عشر سنوات، حول رجل إيرلندي اسمه آدي لنون، سافر من دبلن إلى كندا ليعيش ويعمل صحافيا مع صديقته مود، وهي كندية فرنسية، في مونتريال، وفي مساء ذلك اليوم ذهب هو وصديقته وصديقتها رفائيلي إلى مطعم.
ويقول إنه كان يشعر بألم شديد في عموده الفقري في المطعم، مشيرا إلى أنه شعر قبلها بألم في ظهره، لكنه عزا الأمر إلى حمل الأمتعة، إلا أن الألم الذي شعر به حينها كان شديدا، وبعد عودتهم من المطعم الى الشقة شعر بألم شديد في صدره وتشنج، وظنت مود ورفائيلي بأنه يمزح في البداية، لكنهما أدركتا بسرعة أنه لا يستجيب، فقامت رفائيلي بصفعه عدة مرات لكن لم تحصل على رد فعل، ففحصت نبضه واكتشفت أنه قد توقف.
ويقول لنون إن ذلك الألم الذي شعر به في صدره كان نوبة قلبية، وكان يبلغ من العمر 40 عاما حينها، لافتا إلى أنه لا ينجو من النوبة القلبية خارج المستشفى إلا حالة من كل مئة حالة، وفرصة النجاة الوحيدة هي من خلال عملية الإنعاش القلبي الرئوي (بتدليك القلب والتنفس الاصطناعي).
ويضيف لنون أن صديقته رأت جسمه يتحول إلى اللون الأزرق، فخافت، أما صديقتها رفائيلي، التي كانت قد تعلمت كيف تقوم بمحاولة الإنعاش القلبي الرئوي، فطلبت من مود الاتصال بالإسعاف، في الوقت الذي قامت هي بجره إلى الأرض، وبقيت تحاول إعادة نشاط قلبه لمدة عشرين دقيقة، فعاد قلبه ليدق مرتين خلالها ثم توقف.
وعندما وصل المسعفون أثار إعجابهم أن رفائيلي استمرت في محاولاتها لهذه المدة، فهذا الجهد يتعب الذراعين عادة بعد عدة دقائق، وفي سيارة الإسعاف حاول المسعفون إعادة تشغيل قلبه بالصدمات الكهربائية ولم ينجحوا إلا في المرة الثامنة، حيث بدأ قلبه بالنبض ثانية.
وفي المستشفى وجد الأطباء انسدادا في أحد الشرايين الرئيسية، وهو الذي منع وصول الدم إلى القلب، فقد كان يعاني من الكوليسترول الوراثي، الذي لم يشخص، وما زاد الطين بلة أنه مدخن، فقام الأطباء بإزالة الخثرة، وزرعوا له شبكة للإبقاء على الشريان مفتوحا.
ويقول ليون إنه بقي غائبا عن الوعي لعدة أيام، ويعاني من التهاب رئوي حاد، وبحاجة للأجهزة للبقاء على قيد الحياة، وقال الأطباء إن فرص بقائه على قيد الحياة ضئيلة، وحتى لو عاش فإنه في الغالب سيعانى من تلف في خلايا المخ.
لكن الأطباء فوجئوا بتعافيه دون تلف في الدماغ، وقال أحد الجراحين في المستشفى إنه لم ير خلال 30 سنة من عمله شفاء بهذا الشكل على خلاف التوقعات كلها.
ويقول ليون إن “أول ما خطر ببالي في حياتي الجديدة هي الساعات الكثيرة التي أهدرتها في حياتي، بدلا من أقوم بأشياء كنت أرغب في أن أحققها”، ولدى خروجه من المستشفى كان عليه أن يستريح لمدة ثلاثة شهور.
ويقول إنه بعد خروجه من المستشفى بفترة قصيرة بدأ بكتابة مسرحية، وهو ما كان يحلم بفعله لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن ما حدث جعله يشعر بالامتنان أكثر مما يمكن وصفه بالكلمات.